نذكر في الحلقة الماضية لما دخل موسى عليه السلام وهارون إلى قصر فرعون يُجالده يُذكره بالله عز وجل لكن فرعون أبى لم يستطع أن يُواجه موسى عليه السلام فهدده بالسجن فإذا بموسى عليه السلام يُخرج له آيتين بينتين اما الأولى فالعصا التي رماها موسى عليه السلام فانقلبت ثعبانا وخاف الناس أما الآية الثانية فيده التي أخرجها فصارت بيضاء نور يتلألأ والناس ينظرون هنا فرعون خاف أن يفتن موسى الناس وأن يصدقه الناس فقال للناس أن هذا الذي جاء به موسى سحر والسحر معروف لدينا وإننا سوف نأتي له بساحر مثله وأكبر منه يغلب هذا السحر { قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ ولاَ أَنتَ مَكَانًا سُوًى } هنا إستغل موسى عليه السلام الفرصة تريد موعدا يا فرعون تريد مكانا وزمانا لنتحدى نحن الإثنين هل أنا على حق أم أنت والسحرة على حق
هذه فرصة موسى عليه السلام ماذا تريد يا موسى إختر اليوم واختر المكان والزمان فإذا بموسى يختار يوم العيد يوم الزينة وليس أي وقت وقت الضحى الذي يتجمع فيه كل الناس الرجال والنساء الصغار والكبار { قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُّحْشَرَ النَّاسُ } شرْطِي أن يُحشر الناس جميعا { وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } وقت الضحى لما تَسْطَعِ الشمس والناس كلهم ينظرون حتى لا يخفى على أحد من الناس شيء من المعركة وفعلا جاء ذلك اليوم وجمع فرعون السحرة قال إئتوني بكل ساحر عليم إئتوني بأفضل ساحر في مصر أفضل السحرة وجيء لفرعون بكل السحرة كبار السحرة قيل بلغوا الألاف من السحرة إجتمعوا عند فرعون فقالوا له هل لنا أجرا إن كنا نحن الغالبين { قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} سوف تكونون من المقربين عندي من الخواص وإذا بفرعون يجمع الناس ويحشر أهل مصرا من الفراعنة ويحشر بني إسرائيل كل الناس من قوم فرعون وبني إسرائيل تجمع الناس ينتظرون تلك المعركة وذلك التحدي
خرجت المرأة مع أطفالها كبار السن الشيوخ الصغار النساء الرجال الكل خرج في ذلك اليوم ليشهد تلك المعركة الفاصلة هل رب هارون وموسى على حق أم فرعون على حق وتجمع الناس وألآف السحرة الآن أمام موسى ليس بيده إلى العصا نصحهم موسى عليه السلام نصيحة قال لهم في البداية { وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى } لما سمعوا هذه الكلمات علموا أنها ليست كلمات إنسان عادي ليست كلمات إنسان ساحر كما وصف لهم فرعون تنازعوا أمرهم بينهم إختلف الناس إختلف السحرة ما هذا الكلام كلام غريب كلام عجيب ربما ينزل علينا عذاب كما يقول هذا الرجل يعضهم قال لا نتحداه وبعضهم قال بل نتحداه { فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى } بعضهم ثبَّتَ البقية قالوا لا عليكم إن هذان لساحران يُريدان أن يُسَيْطِرا على هذه الارض ويُخرِجاكم من أرضكم إجمعوا أمركم ثم إئتوا صفا وقد أفلح اليوم من إستغل تواجه الفريقان فريق موسى مع الآخر فريق آخر ألاف السحرة بيدهم العصي فإذا بهم يقولون يا موسى من سيبدأ إما أن تلقي وإما أن نكون أول من يلقي من يبدأ بإلقاء العصا
قال لهم موسى بل ألقوا أنتم إبدأوا بالإلقاء فإذا بهم يقولون قبل أن يبدأوا وفرعون ينظر { بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ } يُقسِمُون بعزة فرعون لأنهم لا يؤمنون بالله { بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ } فرح فرعون فألقى السحرة العصي وإذا بكل عصاة تتحول ثعبانا عظيما وتسعى ألآف العصي تحولت إلى ألاف الثعابين والناس يتراجعون والناس يهربون وموسى عليه السلام ينظر إليهم يخاف موسى أن يتصدى الناس عن دعوته وإذا بهم ألقوا عِصِيَهُم فإذا بهم يأتون { وَجَاؤُاْ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } سحروا أعين الناس كما قال الله عز وجل { فسَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ }خاف الناس وفرح فرعون وفرح الملأ الذين حول فرعون فرح السحرة فإذا بموسى عليه السلام يوحي الرب عز وجل إليه { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } لما ألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان يَبْلَعُ كل ثعابينهم ثعبان عظيم لا يُعرَفُ كيف هذا الثعبان لم يُرى مثله قط وإذا به يلقف ما يأفكون { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } غُلِبَ السحرة لما رأو هذا المنظر علموا أنه من صُنْعِ الله عز وجل ليس من صُنْعِ البشر خَرَّ السحرة كلهم سُجَّداً لله عز وجل فرعون ينظر والناس ينظرون أي معركة هذه التي إنتهت بسجود السحرة لله عز وجل
غضب فرعون غضبا مما حصل السحرة الذين جاء بهم كلهم سجدوا لمن سألهم فرعون قال سجدتم لمن قالوا آمنا قال آمنتم بمن قالوا آمنا برب هارون وموسى إذا بفرعون يجمع السحرة الذين جاء بهم لِيُحاربوا دين الله عز وجل جاء بهم فرعون ألوف السحرة قال آمنتم بمن قالوا آمنا برب هارون وموسى ثم قال لهم لولا إسْتَأذَنْتُمُونِي لله قبل أن تؤمنوا به وهل ستأذن لهم يا فرعون لو إستأذنوك { قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ } ثم إلتفت إلى من حوله وقال { إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ } نشر بين الناس بعد أن هُزِم بعد أن فُضِح أن موسى كبير السحرة وأنه سيدهم وهوالذي علمهم السحر ولهذا سجدوا له ظن أن الناس سيصدقوا هذا الكلام الهُراءَ ظن أن بني إسرائيل لن تقتنع بهذه الآية البينة هُزِمَ فرعون ثم إذا به يهدد السحرة يقول لهم إذا لم تتراجعوا عن دينكم الجديد وعن إيمانكم برب هارون وموسى أعذبكم سوف أربط كل واحد على شجرة وفعلا ربطهم وقال سوف أقطع لكل واحد إحدى يديه وإحدى رجليه اليمين مع اليسار واليسار مع اليمين سوف أقطعه قطعا إما أن يتراجع عن هذا الذي فعل أو أعذبه
قال فرعون يهدد السحرة قال {لأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى } فإذا بالسحرة الذين كانوا يحاربون الله ورسوله أنظروا إلى ثباتهم قالوا لا ضَيْر إفعل ما تفعل يا فرعون فإننا آمنا بالله رب العالمين لا يهمنا ما فعلت قطع أيادينا أقتلنا إذبحنا فإنما تفعل هذا في الدنيا ونحن لا نُبالي بالدنيا بِرُمَّتِهَا سبحان الله كيف كانوا يُحاربون الله وكيف ثبتوا الآن لا يخافون العذاب في الله عز وجل قالوا لا نُبالي{ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا } وفعلا إذا بفرعون يذبحهم جميعا كانوا في أول النهار سحرة كفرة فصاروا في آخر النهار شهداء بررة مع هذا قتلهم فرعون وهُزِم إنها الجولة التالية التي يهزمه فيها موسى عليه السلام رغم أن السحرة آمنوا بالله عز وجل ورآى فرعون ما رآى من الآيات البينات إلا أنه ظل على عِنَادِهِ وَكُفْرِهِ وجُحُودِهِ
موسى يدعوهم إلى الله وهم يُصرون على الكفر والعناد والجحود إزداد الكفر وظل الطغيان فأنزل الله عز وجل في فرعون وقومه آيات بلاء أنزله الله عز وجل على فرعون ليعود إلى الله عز وجل ولكن أن لرجل مثل هذا أن يعود إلى ربه أول بلاء نزل عليهم السنين القحط أصيبوا بقحط فهلكت الزروع وماتت الماشية وأصيبوا بجوع وعذاب شديد فذهبوا إلى موسى عليه السلام يطلبون منه أن يدعوا الله عز وجل أن يكشف عنهم هذا البلاء { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } وكانوا إذا نزل عليهم البلاء ذهبوا لمن لموسى عليه السلام يعرفون أن له ربا يستجيب له لكنهم مع هذا لم يؤمنوا به قالوا يا موسى إدعوا لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرِّزْجَ لَنُؤْمِنَنَّ لك ولنرسِلَنَّ معك بني إسرائيل فدعا موسى ربه فأعاد الله عز وجل الخيرات مرة أخرى وزادت الثمرات مرة ثانية فردوا في كفرهم بل وظلوا في كفرهم وعنادهم فأخذهم الله عز وجل بعذاب آخر ما العذاب هذه المرة الطوفان
جاء طوفان فأهلك كل الزروع وغطى كل ما عنده من ثمرات فذهبوا إلى موسى إدعوا لنا ربك بما عهد عندك فدعا الله عز وجل فلما دعاه ظلوا على كفرهم وعنادهم زال الطوفان ورجع الزرع مرة أخرى وازدادوا بالكفر فأنزل الله بلاء آخر جاءهم جراد فأهلك كل الزروع ودمر كل المحاصيل قالوا يا موسى إدعوا لنا ربك إذا كشفت عنا هذا الرزج وإذا كشف ربك عنا هذا العذاب سوف نؤمن به فدعا الله وذهب الجراد ورجع الزرع مرة أخرى لكنهم ظلوا على حالهم الطوفان ثم الجراد ثم القُمَّلْ ما القمل حشرات صغيرة تأكل المحاصيل كلها بعد أن خزنوها جاءت القمل والحشرات لتأكلها فذهبوا إلى موسى عليه السلام قالوا إدعوا لنا ربك فدعا الله عز وجل فأذهب عنهم هذه القمل والحشرات ومع هذا رجعوا إلى كفرهم واستمروا بِطُغْيَانِهِمْ فأنزل الله عز وجل عليهم عذابا آخر الضفادع تلك الحيوانات إنتشرت في آنيتهم في بيوتهم في غرفهم على فُرِشِهِمْ غطت الارض كلها
قالوا يا موسى إدعوا لنا ربك بما عهد عنده بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرزج لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل فدعا الله عز وجل فظلوا في كفرهم نجاهم الله من بلاء الضفادع فأرسل عليهم عذابا أخير وهو الدم كل مياههم تحولت إلى دم لم يستطيعوا شُرْبَ المياه { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ} ظل قوم فرعون على كفرهم وعنادهم وكبرهم رغم الآيات البينات رغم أن نجاهم الله عز وجل به من عذاب لكنهم ظلوا على كفرهم
تمادى قوم فرعون وفرعون بذبح بني إسرائيل وتعذبيهم وقتلهم وسفك دمائهم لم يتركوا طفلا ولا إمرأة إلا إستحيوها قوم فرعون إزدادوا في تعذيب بني إسرائيل وبنو إسرائيل يصبرون ويتحملون حتى أوحى الله عز وجل إلى موسى وأخيه هارون اْمُرُوا بني إسرائيل أن يَمْكُثَ كل في بيته فليخرجن إلا لحاجة ضرورية واجعلوا بيوتكم مساجد واجعلوها قبلة وأكثروا من الصلاة والدعاء { أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } لكن العذاب يزداد والبلاء يكثر على بني إسرائيل حتى جاء بنو إسرائيل إلى موسى عليه السلام قالوا يا موسى أودِينَا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا نحن في عذاب بعد عذاب وبلاء بعد آخر ومع هذا بنو إسرائيل صابرون لا حول لهم ولا قوة حتى أوحى الله عز لموسى وأخيه هارون أنه قد جاء موعد خروجكم من مصر وهجرتكم منها اْمُرُوا بني إسرائيل في يوم محدد أن يخرجوا كلهم رجالهم ونسائهم وأطفالهم وشيوخهم وعجائزهم فاسْتَأذَنُواْ من فرعون أن يخرجوا في يوم عيد لهم يحتفلوا به وصدق فرعون فخرجوا في تلك الليلة كلهم
مئات الألآف الرجال والنساء الشيوخ والاطفال والعجائز كلهم خرجوا فَعَلِمَ بعد ساعات فرعون بالخبر فأرسل خلفهم وجمع جيشه ولما جمع جيشه قال لهم { إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } فعبأ تعبئة كاملة كل الجيش بل كل الرجال أن يذهبوا خلف بني إسرائيل ليحصدوهم حصدا أراد أن لا يذر منهم رجلا ولا إمرأة ولا صغيرا ولا كبيرا إلا وقتله وفعلا خرج فرعون وجيشه في إثر بني إسرائيل
وصل موسى عليه السلام مع بني إسرائيل إلى شاطئ بحر البحر أمامهم لما أصبح الصباح نظروا خلفهم وإذا هو فرعون يظهر في الأفق معه جيشه الذي يبلغ ربما مئاة الألوف جيش جبار وصل إلى من وصل إلى بني إسرائيل البحر أمامهم العدو وراءهم موسى معه من أخاه هارون معه من" يُوشْعَبْ بْنُ نُونْ " معه من مؤمنوا آل فرعون معه الضعفاء والمساكين معه العجائز والأطفال والشيوخ معه من موسى عليه السلام لا أحد ليست له أسلحة وليس معه جيش جبار أكثرهم النساء لأن فرعون كان يُقتل الأطفال الذكور نظر الناس فخافوا قالوا ماذا نفعل وهذا البحر أمامنا ماذا نصنع وفرعون قد أدركنا { فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } سوف نُدْرَكُ الآن إنتهى الأمر قُضِيَ علينا فرعون وصل علينا قد فرح فرعون وقال لجنوده أنظروا أنظروا كيف حُبِسُوا بالبحر البحر منعهم من الهرب أنظروا البحر كيف يقف معي البحر حجزهم لنا الآن سَنَقَتِّلُهُم الآن سَنُذَبِّحُهُمْ مع موسى عليه السلام من مؤمن آل فرعون كان على فرس دخل في البحر بفرسه رجع فسأل موسى عليه السلام قال يا موسى يا نبي الله أهَاهُنَا وعدك ربك قال نعم هنا وعدني ربي دخل مؤمن آل فرعون مرة ثانية ورجع بفرسه يسأل من يسأل موسى عليه السلام والبحر أمامه يقول
يا موسى أهاهُنَا وعدك ربك فيقول موسى عليه السلام نعم ها هنا وعدني ربي أين المَخْلَصْ أين الْمَهْرَبْ فإذا بفرعون يصل ويقترب إليهم فكاد أن يصل ويقتلهم جميعا وقد إستعدوا لذبح بني إسرائيل هنا أوحى الله عز وجل إلى موسى و موسى كان واثقا بأن النصر سيأتي لما تزعزع بنو إسرائيل ماذا قال موسى قال أصحاب موسى إنا لَمُدْرَكُونَ قال { كَلاَ إنَّ مَعِيَ رَبِّي فَيَهْدِينِي } لا يمكن أن يحصل هذا الذي تقولون الله عز وجل معي ولم يتركني الرب عز وجل التوكل على الله جل وعلى هنا أمر الله موسى ماذا تملك عصا بيدها المعجزات قال الله عز وجل لموسى إضرب بعصاك البحر فإذا بموسى عليه السلام يضرب البحر بعصاه فإذا البحر ينشق نصفين { فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ }إنشق البحر نصفين كل جزء صار كجبل من الماء يالله الماء لو إنحصر صارت الارض طينا لكنها لموسى عليه السلام صارت يابسة قلنا { إضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ } الله أكبر إنه البحر صار كجبلين وصار بينهما طريق
مشى موسى عليه السلام معه المئات من الألوف من بني إسرائيل النساء والشيوخ والعجائز كلهم يمشون بين البحرين مشى موسى عليه السلام حتى تجاوز البحر فإذا بفرعون يصل ورآهم الآن وصل إلى البحر والبحر مفتوح فلما تجاوز موسى أراد أن يضرب بعصاه البحر ليرجع كما كان قال الله له لا يا موسى أترك البحر دعه هكذا لحكمة أرادها الرب عز وجل ماذا سيحصل ماذا سيحدث فرعون الآن متردد أدخل أولاأدخل الناس يقولون له إذهب خلفه يا فرعون أدْرِكْهُ يا فرعون سيهرب وإذا بجبريل ينزل على فرس يَحُثُّ فرس فرعون يَحُثُّهَا على الدخول فإذا بفرعون رغماً عنه فرعون كان يشعر أن في الأمر شيء هو يعلم أنه نبي الله يعلم أن موسى مُرسل من عندربه فدخل فرعون في النهاية دخل إلى أين إلى مصيره الأخير فلما دخل دخل جيشه معه في البحر فلما توسطوا البحر فإذا بالبحر يعود مرة أخرى وإذا البحر بأمواجه المتلاطمة كله كجبل يسقط مرة أخرى على فرعون يالله يا لهذا المنظر رجع البحر كما كان البحر صار على فرعون وجنوده البحر جندي من جند الله عز وجل الآن يستجيب لله عز وجل يَنْحَصِرُ لأجل موسى ويتلاطم كالأمواج كالطوفان على فرعون وجنوده
الآن جنوده يغرقون الآن فرعون يغرق في هذه اللحطات أراد فرعون وروحه تخرج من الحلقوم أراد أن يتوب أراد أن يؤمن قال فرعون { قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} آمنت بإلاه موسى بإلاه بني إسرائيل وجبريل يضع الطين طين البحر في فمه الآن قال الله عز وجل لفرعون { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }الآن ما تنفعك التوبة بنو إسرائيل ما صدقوا قالوا ما مات فرعون هذا ما يموت هذا الذي عذبنا سنين طويلة ما يموت فَطَفَحَتْ جثته نجا الله عز وجل بَدَنَهُ إلى اليوم موجود { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ } رآه بني إسرائيل وهو ميت لِيتأكدوا أنه مات أنه هلك وَقُضِيَ على فرعون { فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } قُضِيَ على فرعون وجنوده نجا بنو إسرائيل بفضل الله عز وجل ونجا الله موسى ومن معه ماذا سيفعل بنو إسرائيل الآن ما المصائب التي سترتكبها بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام ماذا سيطلب بنو إسرائيل من موسى الآن بعد أن نجاهم الله عز وجل وما الحوادث والقصص الغريبة التي حصلت لبني إسرائيل في التيه هذا موضع حديثنا بإذن الله عز وجل في الحلقة المقبلة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته