أوصاف الجنة وأهلها:
للجنة ثمانية أبواب يدخل منها الأنبياء والصديقون والشهداء والمتقون والذين عملوا صالحاً من المؤمنين حسب منازلهم ودرجاتهم ، فبعد أن يصل موكب النور ويجتازون الصراط تفتح لهم أبواب الجنة يستقبلهم رضوان خازن الجنة مع الملائكة ويرحبون بهم ويقولون لهم سلامٌ عليكم طبتم فأدخلوها بما كنتم تعملون ، فيدخلون إلى منازلهم للكل منهم مقامه المعد له خالد فيه لا ينقطع نعيمه ولا يمنع منه ابد ولا تعب ولا صخب ولا ظل ولا حرور ولا مرض ولا لغو ولا تأثيم ولا خوف ولا حزن ولا مزاحمة ولا أي شيء مما ينغص حياتهم فيرثون الجنة ملك دائم .
حيث إن للكل واحد منهم مملكة عظيمة لا تحد بحدود الدنيا ولا توصف باوصافها حيث منازل الجنة كلها جمال يبهج القلب وحسن يفرح الروح وبهاء يتلألأ فتخل الروح وتستقر خالدة في مملكته الجديدة راضية مرضية .
المؤمن بعد أن يدخل الجنة يسقون ماء طهورا يطهرهم من كل منقصة ، ويحصلون على علم اليقين وعلى شبع لا جوع معه وشراب لا عطش بعده ، ويحصل على حسن الصورة وجمال المنظر ، ويتزين بأجل وأحلى الملابس والحلل ، فتطوف الملائكة بالمؤمن في منازله حيث يرى في كل منزل ما تلذ به الأعين وتفرح به القلوب وتبتهج فيختار واحد منها ، وكله سرور يطيب به قلبه وفرح يظهر على وجهه.
فيجد المؤمن في منزله كل كرامة ومن الجمال ما لا يخطر على قلب بشر و في أعجب وأكمل وأحلى وأجلى صورة ممالا يمكن أن يحيط به وصف مهما كثر فلذا نذكر لك منه مختصر :
يجلس المؤمن هو متكئ على الأرائك والوسائد من إستبرق الحرير والديباج و مع زوجاته من الحور العين وهن كاللؤلؤ المكنون في الصفاء مع كمال عقلهن وعلو قدرهن مع جمال الشكل البديع وأنهن كالياقوت والمرجان في صفاء اللون وبهاء الشكل يتلألأ من جمالهن النور ، وعلى وجوههن آثار السرور و باحلى زينة فرحات بزوجهن المؤمن ولا ينظرن إلى غيره معجبات به ، وهكذا الزوجات المؤمنات مع أزواجهن بل هن أجمل من العور العين ، ويطوف عليهم والولدان المخلدون في خدمتهم وهم أحداث جميلي الصورة ، بأكواب وأباريق ويسقوهم شراب غير أسن ولا يتغير طعمه لذة للشاربين لا يذهب العقل بل يعينه على استشعار اللذة ويفرح القلب ويسر النفس ، وتحيط بهم الأنهار والعيون والأشجار فيه فواكه قطوفها دانية وأمامهم سفرة فيها من الطعم من كل شيء ولحم طير مما يشتهون ، يتحدث هذا الجمع اللغة العربية بفصاحة بأحسن حديث لا لغو فيه ولاتأثم من كذب وخداع وغش ولؤم وما شبهه والعياذ بالله.
أوصاف النار وأهلها والعياذ بالله منها:
للنار سبعة أبواب وهي تعبر عن الدركات يردها فيها الفجار والمجرمين أعم من الكفار والمنافقين بل كل مناع للخير معتدي أثيم وهم في أشد عطش وظمأ ، و تسوقهم الملائكة بالزجر وتضرب وجوههم والأدبار ويقولن لهم لا مرحبا بكم أدخلوا النار بما كنتم تعملون ، وعندما تراهم النار يكون لها زفير وشهيق شديد ويتلقفهم شظاها قبل أن يسقط كل مجرم في دركه ومكانه وهو مصفد بالأغلال والقيود مع قرين شيطان قبيح الصورة والمنظر ، في مكان ضيق بحيث يتواطئون ويدوس احدهم على الآخر ، و تلفح وجوههم النار وتكويهم حجارتها وهو يدعو بالويل والثبور بالصياح في صوت أقبح من صوت الحمير ، خالدين في النار في أضيق مكان متصور لا يخفف عنهم العذاب ولا يخرجون منها ، إلا ممن تناله الشفاعة من المؤمنين الذين لم تفي حسناتهم بسيئاتهم ولم تتداركهم الشفاعة في أخر موقف من مواقف القيامة لقصور فهم فينالوها بعد عذاب قد يطول مئات السنين .
لا مجلس ولا كرامة لاهل النار بل العذاب الشديد والصغار والذل والهوان فمكانهم نار شديدة أقلها حرارة سبعين ضعف من نار دنيانا تشوي الوجوه والجلود كلما شوي جلدهم جدد فهم في عذاب دائم قرناء شياطينهم لا يأذن لهم فيتكلمون إلى بعض المحورات يخاطبون مالك خازن النار فيقولون يا مالك فليقض علينا ربك وبعض المحاورات في فترة محدودة مع أهل الجنة يتحسرون فيها عندما يروهم في النعيم المقيم وهم كانوا يسخرون منهم في الدنيا ، وإلا فأهل النار صم بكم عمي ، وأين لهم محل للكلام والنظر والسمع وهم مشغولون بألم الأحتراق الشديد ، لا يرون سوى قرينهم القبيح المنظر وهو شيطانهم في الدنيا و يحشر معهم ، وأصوات كنهيق الحمير .
وأما طعامهم فهو الزقوم من شجر يخرج في اصل النار ثمره كأنه رؤوس الشياطين يأكله مجبور ولا يستسيغه ، وشرابهم الحميم و هو ماء يشوي الوجوه ويقطع الأمعاء هذا مع ما السلاسل والأغلال في اعناقهم.
نعوذ بالله العزيز الحكيم من النار وأهلها في الدنيا والآخرة .
استغفر الله وأتوب إليه الهي بحق رسولك وآله نجني من النار وأدخلنا جنانك