بقلم: محمد حسين عيسى
إِنَّ حَدَثَ الهجرة النبوية حدث جعله الله سبحانه وتعالى طريقًا للنصر والعزة ورفع راية الإسلام وتشييد دولته وإقامة صرح حضارته، فما كان لنور الإسلام أن يشع في جميع أرجاء المعمورة لو بقي حبيسًا في مهده، إنه حدث شامل كامل متكامل لمن أحسن الاستفادة منه وأخذ العبرة والعظة على أحسن وجه، إنه في الحقيقة حدث يعرض منهج النبي صلى الله عليه وسلم، منهج من لا ينطق عن الهوى، منهج المؤيد من رب العالمين، فليست الهجرة حدثًا عاديًّا، ولا أمرًا طبيعيًّا، بل هي أمر جلل يستحق منا الاهتمام والبحث والوقوف عند كل مشهد من مشاهد الحدث؛ لنأخذ منه العبرة ونتبين من خلاله معالم الطريق.
البيت المسلم المتكامل
لقد كان البيت المسلم حاضرًا لأخطر قرار في تاريخ الدعوة، فقد كانت عائشة وأسماء رضي الله عنهما؛ تستمعان لتلك المداولات التي دارت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين والدهما أبي بكر الصديق رضي الله عنه قالت: "بينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعًا في ساعة لم يكن يأتينا فيها. فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر.
الت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذن، فأذن له، فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: أَخرِج مَن عندك. فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله. قال: فإني قد أُذِن لي في الخروج. فقال أبو بكر: الصحبةَ بأبي أنت يا رسول الله. قال رسول الله: نعم. قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين. قال رسول الله: بالثمن. قالت عائشة: فجهزناهما أحسن الجهاز وصنعنا لهما سُفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاقين". الله أكبر.. ما أجمل هذا البيت المسلم؛ بيت أبي بكر، الأب أبو بكر وابنه عبد الله وابنتاه أسماء وعائشة، بل وحتى مولاه عامر بن فهيرة، في وسط الجاهلية ومرابض الوثنية، في وسط هذا الخضم الأسود الذي يهرب فيه المسلمون بعقيدتهم؛ نجد بيتًا صالحًا فيه مقومات الصلاح، فعندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " أخرج من عندك". قال أبو بكر: "إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله". أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجهل أنهما ابنتا أبي بكر؟ لا وربي فهو يعرفهما، ولكن أراد أبو بكر أن يقول: إنهما على منهجي، هما على عقيدتي، لا خوف منهما يا رسول الله.
وقفة وتأمل مع بيت أبي بكر الصديق
لقد وقفت أمام هذا البيت المسلم وقارنت هذا البيت المسلم ببيوتنا في ديار الإسلام، أين البيت الذي تتوفر فيه صفات البيت المسلم كبيت أبي بكر..؟ إن من أولى أولويات البيت المسلم وأسمى رسالة نقدمها للمجتمع تربية الأولاد، وتكوين جيل صالح قوي، ولا قيمة للتربية ولا أثر للنصيحة إلا بتحقيق القدوة الحسنة في الوالدين؛ القدوة في العبادة والأخلاق، القدوة في الأقوال والأعمال، القدوة في المخبر والمظهر.
من ملامح البيت المسلم
تجلت بعض سمات البيت المسلم من خلال حدث الهجرة، والتي كان لها أبعد الأثر في نجاح خطة الهجرة:
1– الربانية:
من سمات البيت المسلم أنه يرد كل أمر إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مهما كان صغيرًا، وكل من فيه يرضى ويسلم بحكم الله، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا﴾. (الأحزاب: الآية 36)
2– التعاون على البر والتقوى:
من سمات البيت المسلم تعاون أفراده على الطاعة والعبادة، فضعف إيمان الزوج تقويه الزوجة، واعوجاج سلوك الزوجة يقومه الزوج، تكامل وتعاضد ونصيحة وتناصر. كما تعاونت أسرة أبي بكر على نصرة الإسلام في صورة صاحب الهجرة.
3– الحياء:
من سمات البيت المسلم الحياء، وبه يحصن البيت كيانه من سهام الفتك، لا يليق ببيت أُسِّس على التقوى أن يُهتَك ستره ويُنقض حياؤه ويلوث هواؤُه بما يخدش الحياء، كل ذلك ينخر كالسوس في كيان البيت المسلم، وأبوابٌ تفتح مغالقَ الشر وتَدَعُ العامرَ خرابًا.
4– كتمان الأسرار:
من سمات البيت المسلم أن أسراره محفوظة، وخلافاته مستورة لا تفشى، كما كتمت أسرة أبي بكر خبر الهجرة عن أعداء الإسلام والناس جميعًا.
5– لا يدخله إلا مؤمن:
لا يدخل البيت المسلم من لا يُرضى دينه، فدخول المُفسِد فسادٌ، وولوج المشبوه خطرٌ على فلذات الأكباد، بهؤلاء فسدت الأخلاق في البيوت، وانقلبت الأفراح أتراحًا، بل هم معاول هدمٍ للبيت السعيد، وحقق ذلك سيدنا أبو بكر؛ فنرى من الذي يدخل بيت أبي بكر؟! إنه خير البشر الرسول صلى الله عليه وسلم.
دور الشباب في الهجرة
لقد برز أثر الهجرة في مجال تربية الشباب والمرأة وميدان البيت والأسرة؛ ففي موقف عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما في خدمة ونصرة صاحب الهجرة، ودورهم في الأمة ونصرة الدين والملة، فأين هذا مما ينادي به بعض المحسوبين على فكر الأمة وثقافتها من تخدير الشباب بالشهوات، وجعلهم فريسة لمهازل القنوات وشبكة المعلومات، في الوقت الذي يُعَدُّون فيه للاضطلاع بأغلى المَهمات في الحفاظ على الدين والقيم، والثبات على الأخلاق والمبادئ أمام المتغيرات المتسارعة، ودعوات العولمة المفضوحة.
دور المرأة المسلمة في الهجرة
وفي بيت أبي بكر كان آل أبي بكر على موعد مع حَدَثيْن: أما الحدث الأول فقد انطلق نفرٌ من قريش إلى بيت أبي بكر فقرعوا الباب، فخرجت إليهم أسماء فقالوا لها: أين أبوك؟ قالت: لا أدري. فرفع أبو جهل يده فَلَطَمَ خدَّها لطمة شديدة حتى سقط قُرطها من أذنها.
وأما الحدث الثاني فقد خرج أبو بكر بكل ماله- خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم- مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فأقبل والده أبو قحافة وكان شيخًا قد ذهب بصرُهُ، فدخل على أسماء وقال: والله إني لأراه فَجَعَكُم بماله مع نفسه. فقالت أسماء: كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرًا كثيرًا. فأخذت أحجارًا ثم وضعت عليها ثوبًا، ثم أخذت بيده وقالت: ضع يدك على هذا المال. فلما وضعها قال: إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن.
* وفي موقف أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ما يجلي دور المرأة المسلمة في خدمتها لدينها ودعوتها؛ مهما كلفها الأمر من المشقة والعناء.
الدروس والعبر المستفادة من أسرة أبي بكر في حدث الهجرة
1 – اهتمام أبي بكر رضي الله عنه بأهل بيته وإصلاحهم والبدء بهم قبل غيرهم.
2 – تربية أبي بكر رضي الله عنه لأسرته على الأمانة ونصرة هذا الدين وحمايته وبذل ما يملكون في سبيل ذلك، وكان رضي الله عنه واثقًا من تربيته أتم الثقة، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه إخراج من عنده: "لا عين عليك إنما هم أهلك يا رسول الله".
3 – أسرة أبي بكر تشارك بمجموعها في إنجاح خطة الهجرة النبوية.
4 – الاستفادة من خبرات وطاقات الأسرة وتوظيفها في المجالات المناسبة؛ فعبد الله بن أبي بكر لنقل الأخبار، وأسماء وعائشة لإعداد الطعام، ومولاه عامر بن فهيرة يمحو الأثر.
5 – اهتمام أبي بكر رضي الله عنه بالرسول صلى الله عليه وسلم وإيثاره على نفسه، فقد ذهب يبحث له في الطريق عن ظل يقيل فيه.
دروس من الهجرة
1 – درس في الهجرة:
إن الهجرة بالمعنى الشرعي ليست مجرد الانتقال من بلد إلى آخر فحسب، بل هي هجرة عامة عن كل ما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، حتى يكون الدين كله لله، هجرة من الذنوب والسيئات.. هجرة من الشهوات والشبهات.. هجرة من مجالس المنكرات.. هجرة من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة.
هجرة من التفرق إلى الوحدة، هجرة من الضعف إلى القوة، هجرة من التخاذل إلى التناصر، هجرة من الجبن إلى الاستبسال، هجرة من التبعية إلى الاستقلال، هجرة من مخالفة الله ورسوله إلى طاعة الله ورسوله، هجرة من الذلِّ إلى العزة، هجرة من الاسترقاق إلى الحرية.
هذه هي الهجرة المطلوبة الآن، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا هجرة- مكانية- بعد الفتح، ولكن جهاد ونية".
2 – درس في الصبر واليقين:
إن طريق الدعوة إلى الله شاق محفوف بالمكاره والأذى، لكن من صبر ظفر.. ومن ثبت انتصر.. ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: الآية 21)
3 – درس في التوكل على الله والاعتصام بحبل الله:
فمهما اشتدت الكروب ومهما كثرت الخطوب يبقي المؤمن
وَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِحَبْلِ اللَّهِ مُعْتَصِمًا *** فَإِنَّهُ الرُّكْنُ إِنْ خَانَتْكَ أَرْكَانُ
4 – درس في الحب:
وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" إن هذا الحب هو الذي أبكى أبا بكر فرحًا بصحبته صلى الله عليه وسلم... إن هذا الحب هو الذي جعل أبا بكر يقاوم السم وهو يسري في جسده يوم أن لُدِغَ في الغار؛ لأن الحبيب ينام على رجله، إن هذا الحب هو الذي أرخص عند أبي بكر كلَّ ماله مُؤْثِرًا الحبيب صلى الله عليه وسلم على أهله ونفسه، إن هذا الحب هو الذي أخرج الأنصار من المدينة كل يوم في أيام حارة ينتظرون قدومه صلى الله عليه وسلم. فأين هذا ممن يخالف أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم ويهجر سنته ثم يزعم أنه يحبه؟!
يَا مُدَّعِي حُبَّ طَهَ لاَ تُخَالِفْهُ *** فَالْخُلْفُ يَحْرُمُ فِي دُنْيَا الْمُحِبِّينَا
5 – درس في التضحية والفداء:
فيوم أن بات عليٌّ رضي الله عنه في فراشه صلى الله عليه وسلم وغطى رأسه؛ كان يعلم أن سيوف الحاقدين تتبادر إلى ضرب صاحب الفراش، ويوم أن قام آل أبي بكر عبد الله وأسماء وعائشة ومولاه عامر بهذه الأدوار البطولية؛ كانوا يعلمون أن مجرد اكتشافهم قد يودي بحياتهم، هكذا كان شباب الصحابة.
6 – درس في العبقرية والتخطيط والأخذ بالأسباب:
فالقائد: محمد، والمساعد: أبو بكر، والفدائي: عليٌّ، والتموين: أسماء، والاستخبارات: عبد الله، والتغطية وتعمية العدو: عامر، ودليل الرحلة: عبد الله بن أريقط، والمكان المؤقت: غار ثور، وموعد الانطلاق: بعد ثلاثة أيام، وخط السير: الطريق الساحلي. وهذا كله شاهد على عبقريته وحكمته صلى الله عليه وسلم، وفيه دعوة للأمة إلى أن تحذو حذوه في حسن التخطيط والتدبير وإتقان العمل واتخاذ أفضل الأسباب مع الاعتماد على الله مسبب الأسباب أولاً وآخرًا.
7 – درس في الإخلاص:
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنه ليس أحد أَمَنَّ علي في نفسه وماله من أبي بكر"، فقد كان أبو بكر ﴿الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى﴾ (الليل: الآية 18) ينفق أمواله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الدعوة إلى دين الله.
لكن السؤال هنا هو لماذا رفض صلى الله عليه وسلم أخذ الراحلة من أبي بكر إلا بالثمن؟
قال بعض العلماء: إن الهجرة عمل تعبدي؛ فأراد عليه الصلاة والسلام أن يُحَقِّقَ الإخلاص بأن تكون نفقة هجرته خالصة من ماله دون غيره، وهذا معنًى حسن، وهو درس في الإخلاص.
8 – درس في التاريخ الهجري:
التأريخ بالهجرة النبوية مظهر من مظاهر تميز الأمة المسلمة وعزتها، ويعود أصل هذا التأريخ إلى عهد عمر رضي الله عنه، فلما ألهم الله الفاروق الملهم أن للأمة تاريخًا يميزها عن الأمم الكافرة؛ استشار الصحابة في ما يبدأ به التاريخ، أيؤرخون من مولده عليه الصلاة والسلام أم من مبعثه أم من هجرته أم من وفاته؟
وكانت الهجرة أنسب الخيارات، أما مولده وبعثته فمختلف فيهما، وأما وفاته فمدعاة للأسف والحزن عليه، فَهَدَى الله تعالى الصحابة إلى اختيار الهجرة منطلقًا للتاريخ الإسلامي.
9 – درس في الأمانة:
تجلت أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم في استبقائه عليًّا رضي الله عنه في مكة ليؤدي عنه الأمانات إلى أصحابها رغم أساءتهم إليه ولأصحابه رضوان الله عليهم.
10- سلامة التربية النبوية:
فقد دلت الهجرة على ذلك؛ فقد صار الصحابة مؤهلين للاستخلاف وتحكيم شرع الله، والقيام بأمره والجهاد في سبيله.
11- التنبيه على عظم دور المرأة:
ويتجلى ذلك من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما؛ حيث كانتا نعم الناصر والمعين في أمر الهجرة، فلم تخذلا أبيهما أبي بكر مع علمهما بخطر المغامرة، ولم تُفْشِيَا سر الرحلة لأحد، ولم تتوانيا في تجهيز الراحلة تجهيزًا كاملاً، إلى غير ذلك مما قَامَتَا به.
12- عِظَمُ دور الشباب في نصرة الحق:
ويتجلى في الدور الذي قام به عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه حين نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة، ويتجلى من خلال ما قام به عبد الله بن أبي بكر؛ حيث كان يَتَسمَّع أخبار قريش ويزود بها النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر.
التطبيقات العملية للهجرة النبوية
تتمثل أهم تطبيقات الهجرة الشريفة في:
1 – العمل على تنمية طاقات الشباب ودفعهم إلى الأمام واستغلال ما بداخلهم من طاقة عظيمة تمكنهم من تغيير الوضع الحالي، فقد قدَّم عليُّ بن أبي طالب دورًا عظيمًا في الهجرة حين نام رضي الله عنه في مكان الرسول الكريم وهو يعلم أن قريشًا ستَهْوي عليه، ولكنه لإيمانه بعظيم عمله ثبت وتشجع وأدى دوره على أحسن وجه.
2 – الاهتمام بالمرأة وحثها على التقدم، فهي التي بإمكانها أن تُخْرِجَ لنا الشباب والفتيات الصالحات، أهم الدعائم لبناء أمة إسلامية قوية تعمل على رفع راية الإسلام عالية مرفوعة، كما ظهر لنا من خلال الدور الذي أدته أسماء بنت أبي بكر عندما صمدت أمام قادة قريش، وأبت أن تُفشي سر رسول الله، علاوة على ما قامت به أثناء الرحلة العظيمة من حرصها أن تقدم المؤن للرسول الكريم وتحمل له الطعام والشراب.
3 – الالتحام والتعاون فيما بين المسلمين، والثبات أمام الأزمات، والحرص الدائم أن يكون هدفنا واحدًا، نسعى دائمًا من أجل الوصول إليه، وأن نتخلى عن روح العصبية التي قد تؤدي بنا إلى الانقسام، ومن ثم إلى الانهزام الذي لا يجني ثماره إلا نحن، ولا يخفى علينا ما كان بين المهاجرين والأنصار من تلاحم وإيثار وهم ليسوا أبناء بلد واحد، وإنما قد جمعهم الإسلام ليوحد كلمتهم وهدفهم في الحياة ألا وهو بناء دولة إسلامية تنشر الهداية والعدل بين الناس.
4 – أن يتذكر شبابُنا أن الصبر دائمًا تكون نهايته سعيدة، إلا أنه يجب أن يكون مصحوبًا بالتوكُّل على الله، والأخذ بالأسباب، فعلى شبابنا أن يسعوا ويجتهدوا في عملهم مع الصبر، وليعلموا دائمًا أن بعد العسر يسرًا.
5 – أن نضع ثقتنا في الله، وأن نكون على يقين تام بأن الله سبحانه وتعالى سيخرجنا من حالنا هذه كما أخرج رسوله الكريم من ظلام الجاهلية إلى نور الإسلام.
*الخاتمـة*
يجب علينا ونحن نتعلم ونتابع هذه الدروس والأحداث أن ندرك أن برهان الحب لرسول الله يبدأ من الاتباع والالتزام بكل ما جاء به الرسول، وهذا التوجيه الرباني الواضح في أن حب الله عزَّ وجلَّ يبدأ ويتحقق باتباع الرسول الكريم والنبي العظيم صلي الله عليه وآله وسلم، فعلينا أن نلتزم بما جاء به الرسول طلبًا لرضا الله وحبه