تجري الاستعدادات على قدم وساق ، قبل أسابيع من إعطاء انطلاقة لحاق "رونو إل 4 " الخاص بالطلبة الفرنسيين في اتجاه المغرب .
وتسجل هذه المسابقة، التي تتزايد طلبات المشاركة فيها دورة بعد أخرى ، هذه السنة مشاركة ما لا يقل عن 1200 طاقم، في هذه المغامرة ذات البعد الرياضي والتضامني والاجتماعي ، حيث سيتم توزيع سبعين طنا من اللوازم المدرسية والرياضية والطبية على سكان القرى التي سيمر منها اللحاق في الفترة ما بين 18 و28 فبراير القادم بجنوب المغرب .
وقالت جيرالدين ري منظمة هذا الرالي ، الذي أعطيت انطلاقته أول مرة سنة 1995 من طرف والدها جون جاك ري بعد قيامه بزيارة للمغرب ،إن هذا السباق سيعرف رقما قياسيا سواء من حيث عدد المشاركين أو اللوازم التي سيتم توزيعها على سكان المناطق التي سيجوبها اللحاق .
وذكرت جيرالدين ري، أن المغامرة انطلقت لأول مرة بخمس سيارات من نوع "رونو إل 4" وانتقل العدد في السنة الموالية إلى سبع سيارات قبل أن يرتفع إلى حدود الألف سيارة .
وأوضحت أن سر نجاح هذا اللحاق هو الحماس الكبير للطلبة المشاركين الذين هم على أتم الاستعداد للدخول في هذه المغامرة وكذا الكلفة الزهيدة للسفر، ونوع السيارات المطلوبة (رينو ال 4) ، التي تبقى في المتناول ، بالإضافة إلى جانبها الإنساني .
وسيكون الطالبان غيوم وكليمونس أول من يأخذ الانطلاقة في هذا اللحاق من ملعب باريس بفرنسا في شهر فبراير، على أن يأخذ الانطلاقة في وقت متزامن طالب آخر من مدينة بوردو ، مؤكدين أنهما استعدا لهذه التظاهرة منذ حوالي سنة .
وقالا إن ما شجعهما على التسجيل في هذا اللحاق "هو الرغبة في المشاركة في عمل تضامني من مستوى عال ، وكذا اكتشاف المناظر الخلابة والرمال الذهبية التي تزخر بها الصحراء المغربية ، بالإضافة إلى الرغبة في رفع هذا التحدي الرياضي والميكانيكي ."
وبعد تسجيلهما في هذا اللحاق قام الطالبان باقتناء سيارة قديمة ، وتم إصلاحها ثم انتقلا إلى البحث عن مستشهرين لتمويل رحلتهما ، وهو المجهود الذي لم يذهب سدى حيث تم جلب 48 كلغ من اللوازم للمساهمة في هذا العمل الإنساني .
وستسهر على تنظيم عملية توزيع هذه المساعدات ، المقررة يوم 23 فبراير المقبل بمرزوكة، الجمعية الفرنسية "أطفال الصحراء" بشراكة وتعاون مع منظمات غير حكومية محلية.
وقالت لياتيتيا شوفاليي رئيسة جمعية " أطفال الصحراء "، التي تقوم بأنشطة مماثلة في الجهة ومن بينها لحاق " كأس روز دي سابل" المخصص للسيدات والمنظم شهر أكتوبر الماضي، إن المشاركين عملوا سنة 2009 على نقل أزيد من 60 طنا من لوازم مدرسية ورياضية وطبية.
ومثلها مثل جون جاك، مؤسس لحاق "رونو إل4"، بادرت لياتيتيا بتأسيس جمعيتها الإنسانية بعدما سكنها حب وعشق الجنوب المغربي منذ أول زيارة لها والتي تعود إلى سنة 2000 حيث تكررت من يومها هذه الزيارات والتي كانت تحمل كل مرة مبادرات لصالح ساكنة المنطقة.
ويستهل لحاق "رونو إل4" كل سنة بإقامة "قرية الانطلاقة" التي تشكل نقطة تجمع المشاركين في هذا الحدث الأوروبي الرياضي والإنساني والمخصص للطلبة قبل إعطاء إشارة الانطلاق من فرنسا .
بيد أن المنظمين عملوا هذه السنة على إحداث نقطتي انطلاقة الأولى من العاصمة باريس والثانية من مدينة بوردو على أن تكون الوجهة المقبلة ميناء الجزيرة الخضراء (جنوب إسبانيا) حيث سيتم نقل المشاركين عبر بواخر سريعة لعبور مضيق جبل طارق.
وعند حلولهم بالمغرب، سيكون على أل 1200 طاقم الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها الصحراء المغربية قبل أن أن يحطوا الرحال بمدينة مراكش نهاية شهر فبراير المقبل عبر الطرقات والكثبان الرملية.
وأشار جوليان ليتويليي، المشرف على الجانب الرياضي للحاق، إلى أنه إذا كانت حيازة رخصة السياقة ضرورية للمشاركة في لحاق "رونو إل4 " فإن المشاركين غير ملزمين بالتوفر على معلومات متقدمة في عالم السيارات لأنه في حال حدوث عطب ميكانيكي سيتدخل أفراد الطاقم التقني لمساعدتهم على مدى أيام اللحاق.
وقد تم توفير جميع الضمانات حتى يعيش المشاركون الشباب هذه المغامرة الفريدة من نوعها التي تجمع بين التحدي الرياضي والترفيه