الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ
القول في تأويل قوله تعالى : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم }/ يعني جل ثناؤه بقوله : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه } أحبار اليهود وعلماء النصارى . يقول : يعرف هؤلاء الأحبار من اليهود والعلماء من النصارى أن البيت الحرام قبلتهم وقبلة إبراهيم وقبلة الأنبياء قبلك , كما يعرفون أبناءهم . كما : 1868 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد بن زريع , عن سعيد , عن قتادة قوله : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } يقول : يعرفون أن البيت الحرام هو القبلة . 1869 - حدثنا المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا عبد الله بن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع في قول الله عز وجل : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } يعني القبلة . * - حدثت عن عمار بن الحسن , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } عرفوا أن قبلة البيت الحرام هي قبلتهم التي أمروا بها , كما عرفوا أبناءهم .1870 - حدثني محمد بن سعد , قال : حدثني أبي , قال : حدثني عمي , قال : حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس قوله : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } يعني بذلك الكعبة البيت الحرام . 1871 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } يعرفون الكعبة من قبلة الأنبياء , كما يعرفون أبناءهم . 1872 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } قال : اليهود يعرفون أنها هي القبلة مكة . 1873 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , قال : قال ابن جريج في قوله : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } قال : القبلة والبيت .
وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : { وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون } يقول جل ثناؤه : وإن طائفة من الذين أوتوا الكتاب وهم اليهود والنصارى . وكان مجاهد يقول : هم أهل الكتاب . 1874 - حدثني محمد بن عمرو يعني الباهلي , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد بذلك . 1875 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج , مثله . 1876 - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح مثله . قال أبو جعفر : وقوله : { ليكتمون الحق }وذلك الحق هو القبلة التي وجه الله عز وجل إليها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم , يقول : فول وجهك شطر المسجد الحرام التي كانت الأنبياء من قبل محمد صلى الله عليه وسلم يتوجهون إليها . فكتمتها اليهود والنصارى , فتوجه بعضهم شرقا وبعضهم نحو بيت المقدس , ورفضوا ما أمرهم الله به , وكتموا مع ذلك أمر محمد صلى الله عليه وسلم , وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل . فأطلع الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته على خيانتهم الله تبارك وتعالى , وخيانتهم عباده , وكتمانهم ذلك , وأخبر أنهم يفعلون ما يفعلون من ذلك على علم منهم بأن الحق غيره , وأن الواجب عليهم من الله جل ثناؤه خلافه فقال : ليكتمون الحق وهم يعلمون أن ليس لهم كتمانه , فيتعمدون معصية الله تبارك وتعالى كما : 1877 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد بن زريع , قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله : { وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون }فكتموا محمدا صلى الله عليه وسلم . 1878 - حدثنا المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { ليكتمون الحق وهم يعلمون } قال : يكتمون محمدا صلى الله عليه وسلم وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل . 1879 - حدثنا المثنى قال : ثنا إسحاق بن الحجاج , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع : { وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون } يعني القبلة .
تفسير الطبري