قال العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إذا ظلت هذه الأمة يقودها السفهاء، ويقودها من لا يعرفون شيئًا عن الدين أو الدنيا أو الحياة فالأمة في خطر، جاء ذلك خلال كلمته أمام مؤتمر "ملتقى تلاميذ القرضاوي" الذي عُقد بالعاصمة القطرية، الدوحة.
وقال الشيخ القرضاوي خلال افتتاح الملتقى مساء أمس الجمعة: هذا "الملتقى جاء وفاء بما قرره اللقاء السابق للأصحاب والتلاميذ سنة 2007"، معلنًا أنه ربما "تكون لنا هناك لقاءات أخرى (لاحقة) في مجالات عدة كالدعوة والتربية والاقتصاد الإسلامي والأدب الإسلامي، وغيرها".
وحول الهدف من هذا الملتقى، قال القرضاوي: "نحن هنا لصناعة قادة، نريد من هذا الملتقى أن نصنع منه قادة لمستقبل الأمة، وهذه الأمة لن يصلح لها شأن إلا إذا قادها العلماء".
وتابع: "إذا ظلت هذه الأمة يقودها السفهاء، ويقودها من لا يعرفون شيئًا عن الدين أو الدنيا أو الحياة فالأمة في خطر، الأمة تكون بخير إذا قادها أولو الأيدي والأبصار، والأيدي كناية عن القوة والأبصار كناية عن الرؤية".
وشدد القرضاوي على أن الأمة "لن تنهض إلا بالعلم.. والإسلام يصنع لنا حياة مثالية يقودها الدين، دين الإسلام دين العقول وليس التقليد".
واستطرد قائلاً: "لذلك نحن نريد أن نصنع العقلية الإسلامية التي تفهم الإسلام حق فهمه من المصادر والينابيع الإسلامية الصافية.. من القرآن والسنة مشروحًا بلغة العصر، التي تهتم بالأصول وتركز على المقاصد، وتفهم الفروع في ضوء الأصول وتفهم الظواهر في إطار المقاصد، ولا تقيم معركة بين النصوص الجزئية والمقاصد الكلية نحن نريد العقلية المجتهدة".
وأعرب رئيس الاتحاد العالمي عن فخره بتلاميذه، مشيرًا إلى أنهم قادة في بلدانهم وأقوامهم، قائلا: "أريد من تلاميذي أن يتبنوا هذه الوسطية المجددة، وليس من الضروري أن يوافقوني في كل أقوالي أو يلتزموا بها.. أريد من تلاميذي أن يأخذوا المنهج وروح العلم".
وشدد على أن "هناك قيما لا بد أن يتوارثها طلاب العلم.. من هذه القيم تصحيح النية وتجريدها لله عز وجل، و الاستمرار في طلب العلم، وتوقير المعلم"، داعيا إياهم إلى مواصلة الليل بالنهار لتحصيل العلم من ينابيعه دون كسل أو تراخٍ.