بعد التأهل إلى المونديال والتألق في أنغولا واستعادة الأمل في بعث الكرة الجزائرية مجددا، عادت ككل مرة بوادر ( حشر الأنوف) من بعض رؤساء النوادي والمدربين واللاعبين المحليين والقدامى، وحتى من بعض الصحافيين سامحهم الله .
الكل صار فقيها في الكرة ومفتيا يقترح تدعيم العارضة الفنية، وتدعيم التشكيلة والاستغناء عن هذا واستدعاء ذلك اللاعب، ولكن لا أحد تجرأ وذهب بعيدا ليطالب بذهاب سعدان وروراوة .
الرجلان وللأمانة يتمنيان الذهاب اليوم قبل الغد لأنهما يتحملان هموما وأعباء لاتطاق ، ومسؤوليتهما تكبر من يوم لأخر كبر طموحات وأمال جماهير الكرة عندنا، ويتحملان تطاول الكثير وتدخلهم في أمور لا تعنيهم .
قد يكون لكل منا واجب و دور في هذه الجزائر ويكون لكل منا رأي وانطباع ، ولكن أن يصل بنا الأمر إلى تجاوز حدودنا والافتراء على بعضنا والكذب على جماهيرنا في محاولة للتموقع والظهور فهذا غير مقبول .
أغرب ما يتحمله راوراوة وسعدان في الوقت الراهن هو تمادي البعض في القول بأنهم كانوا وراء الاتصال بين الفاف ومهدي لحسن حتى اعتقدنا بأن الرجل يوجد في كوكب أخر، وكان يتطلب الأمر وسيطا لكي يتم الاتصال به أو بأي لاعب أخر.
الذين يتحدثون عن مهدي لحسن اليوم يضللون الجماهير عندما يحصرون القضية في دعوة يوجهها سعدان ويستجيب لها لحسن أو يرفضها دون مشكل، ولا يعرفون بأن روراوة وسعدان التقيا مع اللاعب 3 مرات في اسبانيا وفرنسا ، ومع والده مرتان أيضا دون وسيط، وهما في اتصال مستمر معه منذ ستة أشهر، وأمر التحاقه بالمنتخب لا علاقة له بزوجته الحامل ولا بتصريحات بعض اللاعبين الرافضين لمجيئه، ولا حتى بعدم رغبة اللاعب في الالتحاق بالمنتخب .
إن الأمر خارج عن إرادة الرجل وعن إرادة المدرب الوطني ورئيس الفاف ، وهو أمر شخصي وخاص جدا لا يمكن الحديث عنه إلا من طرف المعني أو والده، كما أن الأمر لا يرهن مستقبل المنتخب الجزائري الذي لا يمكن أن يتوقف على لاعب واحد حتى لو كان ميسي أو رونالدو ، ووسط ميدان المنتخب هو واحد من نقاط قوته بما يضمه من لاعبين .
الذين يزايدون على الرجل وعلى روراوة وسعدان وعلى اللاعبين باتهامهم بأنهم يتحملون المسؤولية في عدم التحاقه بالخضر ، والذين يزايدون ويدعون بأنهم وراء التحاق هذا أو ذاك اللاعب لم يكن بحوزتهم حتى أرقام تلفونات روراوة وسعدان ، ولا يعرفون حتى سبب عدم التحاق لحسن بالمنتخب لحد الآن، وهو الأمر الذي قد يحدث قريبا أو لا يحدث أبدا .
في الإعلام هناك حقائق لا تقال وأخرى لم يحن الوقت للحديث عنها، وهناك أكاذيب كثيرة يتداولها للأسف بعض الزملاء الصحافيين وخاصة تلك المتعلقة باللاعب مهدي لحسن الذي لا نشك أبد في قدراته ونواياه ورغبته في الانضمام إلى المنتخب وما فعله ويفعله لأجل ذلك، ولكن كل هذا لا يجب أن يشغلنا ويشغل الطاقم الفني عن ما ينقصنا فعلا للوصول بمنتخبنا إلى المونديال وهو في أحسن الأحوال .
منتخبنا في حاجة إلى أن ندعه يكبر ويعمل في هدوء بعيدا عن القيل والقال ، وروراوة ليس بحاجة إلى وسطاء، وسعدان في حاجة إلى دعم من زملائه المدربين في المقام الأول، واللاعبين القدامى نحتاج إليهم في تكوين جيل جديد فوق ميادين الكرة وليس في وسائل الإعلام ، وبعض رؤساء النوادي الذين لم يمنحوا للمنتخب لاعبا واحدا عليهم أن يقولوا خيرا أو ليصمتوا، أما مهدي لحسن فلنتركه وشأنه يحل مشكلته العويصة فعلا، والتي لا يقدر عليها إلا هو لوحده دون الحاجة الى وسيط خاص وأنه يعلم بأن أبواب المنتخب ستغلق في وجهه بعد الفاتح مارس