على الرغم من كثرة الإكسسوارات والمجوهرات، يبقى للماس بريقه الأخاذ، كما يبقى ذروة أحلام كل امرأة تتطلع للحصول على جاذبية خاصة.
فارتداء قطعة مجوهرات مرصعة ببعض حبات الماس يضفي عليها التألق والتميز على حد سواء، وهذا ليس غريبا إذا عرفنا أنه عرف تاريخيا بحجر الملوك والأباطرة والرؤساء، حيث كان يزين تيجانهم وعروشهم، تماما كما انتشر لدى الإغريق والرومان، من خلال «بروشات» ماسية أطلقوا عليها «دموع الآلهة»، ودبابيس رجالية لتثبيت الأوشحة التي كان لا يسمح إلا للملوك والأميرات باستخدامها نظرا لأن الماس وقتها كان حجرا ذا قدسية عالية، خاصة بعد اكتشافهم ما له من قدرات على حماية الإنسان من التأثير السيئ للنجوم.
وقد ذكر أحد المعاهد التابعة لجامعة كليفلاند، أن هناك فعلا أبحاثا أجريت على الماس أثبتت تأثيراته القوية، منها أنه يصدر تركيبة خاصة من الضوء تؤثر على مراكز معينة في المخ تؤدى إلى زيادة نسبة الهرمونات الجنسية لدى المرأة والرجل.
كما وجدوا أن له تأثيرا على إفراز هرمون يعرف بـ«نور أدرينالين» المسؤول عن زيادة حالة السعادة للإنسان.
والغريب أنهم وجدوا أن نسبة الإصابة بمرض سرطان الثدي قليلة بين السيدات اللاتي اعتدن استعمال مجوهرات الماس، لكن الأمر لا يزال يحتاج إلى دراسة وإثبات في هذا المجال.
إلى ذلك الحين، يبقى الماس على قائمة أحلام الجميلات، خاصة أن كثيرا من الصاغة والمصممين يتفننون في طرحه بأشكال رائعة، مثل المصممة ديما رشيد، التي تقول إنه في السنوات العشر الأخيرة أصبح أكثر انتشارا لأسباب كثيرة، منها الارتفاع الكبير في أسعار الذهب، مما جعله يستقطب شرائح جديدة من النساء، كانت لا تفكر فيه لسبب أو لآخر، مع العلم أن تصميماته ساعدت على تسويقه.
تشرح ديما أن تصميمات الماس اليوم أصبحت أكثر عصرية وجرأة، وبالتالي تلائم المرأة العصرية المواكبة لخطوط الموضة، التي تحتاج إلى أن تكون ملابسها ومجوهراتها على القدر نفسه من الأناقة والعصرية، سواء من حيث الألوان أو التصميم.
وهذا ما جعل هذا الحجر الكريم يدخل مناسبات النهار بعدما كان يقتصر على السهرات والمناسبات الكبيرة.
تقول ديما إن كل مجموعة تصدرها تتكون من 350 قطعة، تحرص فيها على التنوع بين خواتم وعقود وسلاسل، كما تحرص على أن يكون أكثر من 50% منها من الماس الذي تمزجه مع أحجار كريمة ونادرة أخرى، مثل اللؤلؤ التاهيتي، والياقوت، والسافير، والزمرد، والأوبال، التي يتم جلبها من الهند لضمان جودتها.
وتشير أن للماس أكبر نسبة من الحضور في أي تصميم تقدمه، وإن كانت الموضة الحالية جعلت له شركاء، بل وجعلته أحيانا مجرد مكمل لأحجار ثمينة أخرى.
تقول ديما: «لأنني ولدت وتربيت في منطقة الشرق الأوسط أصبح لدي مصدر غني أستلهم منه أفكاري، بدءا من الفن الفرعوني إلى الإسلامي والقبطي.
فالتراث الموجود في المنطقة يجعل تصميماتي ترضي الأذواق كافة، لكن المزج أصبح ضرورة عصرية، فحتى الملوك والأباطرة يصرون على وضع الياقوت والتوباز مع الماس في مجوهرات التاج الملكي لكي يكون للملك كاريزما وهيبة».
تتابع: «لكن الماس لم يكتف بعرش الجمال وسلطان الزينة وثوب المهابة والوقار، فكان له حضور بهي بالنسبة للطبقات الراقية في عصر النهضة، مما جعل المصممين يهتمون به أكثر فأكثر.
والآن حين يفكر الإنسان في تقديم هدية مميزة لشخص عزيز، فإن أول ما يخطر بالبال هو قطعة مجوهرات من الذهب أو البلاتين مرصعة بحجر الماس أولا ثم أي حجر كريم ثانيا، ربما لأن بعضنا يقتني قطعة مميزة من مجوهرات الماس مرة واحدة في العمر، الأمر الذي يفترض أن تكون فخمة ومميزة.
والمصمم الناجح هو الذي يبتعد عن التكرار لأنه يقتل الإبداع، كما يجب أن يعرف الفرق بين ثقافة كل امرأة.
فالعربية تعشق كل ما به إبهار، على الرغم من أنها مطلعة على خطوط الموضة الغربية التي دائما تتسم بالبساطة، لذلك أصدر لها المصممون مجوهرات شرقية تتسم بالحداثة».
وتنصح ديما بالحرص على اقتناء قطع تصلح للصباح والمساء مثل الخاتم، وأقراط الأذن، وسوار صغير، مع مراعاة أن يتناسب حجم الحجر مع المناسبة.
كما يجب أن تراعي المرأة ظروفها الخاصة، مثلا ما إذا كانت عاملة أم ربة بيت أو سيدة مجتمع، بل وحتى ما إذا كانت أجواء العمل تتطلب بساطة شديدة أم بعض التلاعب على البسيط والمترف بالنظر إلى مسؤولياتها أو متطلبات عملها في حال كانت تحتاج إلى حضور مناسبات عمل.
لكن عموما تبقى أقراط أذن أو خاتم بسيط هي المفضلة. أما في مناسبات المساء والسهرة، وبما أنها يمكن أن ترتدي ما تشاء من الفساتين والأزياء، فيمكنها أيضا أن تنسقها مع ما يروق لها من التصميمات الماسية ذات الأحجام الكبيرة التي تحتضن أحجارا كريمة أخرى بجانب الماس.
ولا تنسى ديما رشيد البروش الذي عاد متربعا على عرش الموضة، الذي، كما تقول، يوضع «عند المحجبات على يمين أو شمال الطرحة، ولغير المحجبات على الصدر أو يثبت به الشال على الكتف».
وحتى بالنسبة لحفلات الزفاف، يمكن للعروس أن تتميز، بأن تختار «بدلا من الشبكة التقليدية قطعا عصرية تتألق فيها في ليلة العمر، مع العلم أنها يمكن أن تختار ما يناسبها من الأحجار كالياقوت أو الفيروز».
أما لعاشقات التجدد فيمكنهن الاختيار بين الماس البني والأسود أو الماس الوردي، فيما يمكن أن يبقى حجر «القرطة» هو الحجر الرئيسي في الخاتم الذي يلتف حوله باقي الأحجار على شكل قلب أو شكل مستطيل أو على شكل قطرة ماء، أو حبة قمح، بالإضافة إلى الشكل التقليدي وهو الدائري.
وتختتم مصممة الحلي ديما رشيد بنصيحة إلى من يميل إلى استثمار المال بشراء أطقم من الماس مرتفعة الثمن على أمل أنها لا تفقد قيمتها، بقولها إن الماس نوعيات وأشكال وألوان، وكل حجر يختلف عن الآخر، حيث قد يكون الفارق بين قطعة ماس وأخرى بالحجم نفسه آلاف الدولارات.
فالميزات هي التي تلعب دورا رئيسا في ذلك، سواء من ناحية الشوائب، والقطع، والصقل، وأخيرا وليس آخرا اللون.
فعند الشراء قد يعرض عليك حجران باللون والوزن والحجم نفسه، ويكون هناك اختلاف في السعر، والسبب يعود لدرجة النقاء من الشوائب ودرجة انعكاس الضوء، وتذكري أنه لا يوجد حجران متماثلان في الصفات.
وهذا ليس معناه أن الشوائب تفسد التصميم، لأنها لا ترى بالعين المجردة ولكن قد تقلل من ثمنه وقت البيع.