فوجئ الرأي العام السويسري ومعه الملايين عبر العالم بإعلان السياسي السويسري الشهير دانييل ستريتش، أحد الذين قادوا الحملة الأخيرة ضد منع بناء المآذن في بلاده خلال السنوات الأخيرة، بإشهار إسلامه عبر وسائل إعلام سويسرية، مؤكدا أن حياته شهدت تحولا جذريا بعد تعرفه على قيم الإسلام ومبادئه. ونقل موقع «20 دقيقة» السويسري عن ستريتش قوله إنه اعتنق الإسلام قبل نحو عامين وأخفى الأمر عن قيادات حزبه (حزب الشعب)، غير أنه اضطر إلى كشف حقيقة تدينه «بسبب تنامي مشاعر المعادة للمسلمين، علما أن بلادنا منفتحة على جميع الديانات ومن المفترض أنها محايدة». وحسب الموقع نفسه، فإن ستريتش يباشر رفقة عدد من القيادات السويسرية، بينها مسلمون، تأسيس حزب جديد أطلقوا عليه اسم «الحزب الديمقراطي المدني» في كانتون فريبورج. وقال القيادي السويسري إنه اضطر في إطار حملته ضد الإسلام إلى دراسته والبحث في تفاصيل مبادئه، «لأفاجأ بأشياء لم تكن تخطر لي على بال، حيث وجدت الكثير من الأجوبة عن الأسئلة التي ظللت أطرحها على نفسي منذ سنوات طوال ولم أجد لها جوابا في المسيحية». وانتقد ستريتش تنامي المشاعر العدائية تجاه الإسلام والمسلمين في سويسرا، وقال إن بلاده «في حاجة إلى بناء المزيد من المساجد والمآذن لاحتضان أبنائها من المسلمين»، مضيفا أن النظام الذي يعلن حياده تجاه الأديان ليس مجبرا على منع المسلمين من ممارسة شعائرهم التعبدية.
ونقل عن القيادي السويسري قوله: «أجد نفسي مضطرا إلى أن أحاضر وأكتب الكثير من المقالات لتوضيح أهمية المساجد في سويسرا وتسليط الضوء على مكامن الخطورة في منع بناء المآذن في بلادي».
وبسبب مواقفه الجديدة، قدم دانيال ستريتش، المدرب العسكري السابق لمدة 30 عاما، استقالته من حزب الشعب السويسري. وأثار إعلانه اعتناقه الإسلام ردود فعل متباينة داخل حزبه السابق، حيث أكد مارتن بالتيسر، الأمين العام للحزب، أن «من حق أي فرد أن يؤمن بأي معتقدات يريد»، بينما انتقد ألفريد هير، عضو المجلس الوطني للحزب، التوجهات الجديدة لدانييل ستريتش، رفيقه السابق في الحزب.
نقلا عن جريدة المساء