تواصلت تداعيات المباراة المشهودة بين المنتخبين الجزائري والمصري ضمن نصف نهائي كأس أمم أفريقيا الجمعة، حيث شهدت المدن المصرية احتفالات كبيرة بمناسبة الفوز الذي منح "الفراعنة" فرصة الحفاظ على اللقب القاري، كما ضمن لهم الثأر من خروجهم على أيدي الخضر بتصفيات كأس العالم.
وقام الرئيس المصري، حسني مبارك، بتهنئة نجوم الفريق الفائز، في حين اتهم المدرب الجزائري، رابح سعدان، في تصريحات صحفية، حكم المباراة بالانحياز والتواطؤ ضد منتخبه، متحدثاً عن وجود "مخطط مبرمج مسبقاً" من خلال طرد ثلاثة من اللاعبين الجزائريين.
وكشف سعدان مدى "تأثره وامتعاضه من التحكيم السيئ الذي أدار المباراة" بل راح إلى اتهامه بخدمة مصالح أخرى، حيث قال "حقيقة لم أكن أتوقع أن تدار مباراة نصف النهائي لمنتخبين كبيرين وتسند مهمتها لحكم صغير، فالحكم هو من قلب موازين المباراة، وهذا كان واضحا جدا، خاصة في عقوبة الطرد التي أشهرها في وجه مدافعنا، رفيق حليش، الذي يعد من أحسن المدافعين، ولهذا اعتبر أن الأمر مخطط من قبل انطلاقة المباراة واعتبر الطرد مبرمج مسبقا".
و في إجابته حول إمكانية تقديم طعن في التحكيم، قال سعدان "يجب أن نتوقف عند هذا الحد، و المهم هو التقدم"، كما أكد سعدان، بأن كأس الأمم الأفريقية بأنغولا كانت نتائجها إيجابية بالنسبة للمنتخب الجزائري، مشيرا إلى أن الجميع أكتسب خبرة مهمة من خلالها.
من جانبه، نقل موقع اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري عن مدرّب الفراعنة، حسن شحاتة، قوله إنه "سعيد للغاية" بتخطي عقبة الجزائر، في الطريق لتحقيق اللقب الثالث على التوالي والسابع في تاريخ بلاده.
وأضاف شحاتة: "أعتقد أننا رددنا اعتبارنا أمام الجزائريين، مشيرًا إلى أن الهزيمة لا تقلل من قوة الفريق الجزائري،" مؤكداً أنه تلقى تهنئة من الإعلاميين الجزائريين الذين صافحوا أعضاء المنتخب المصري مضيفاً: "الحمد لله الأمور طبيعية".
وقال شحاته في تصريحات لبرنامج "البيت بيتك" على التليفزيون المصري "ربنا عوضنا خير، ظهر الحق وأظهرنا قوتنا الحقيقية".
وأضاف شحاته "نسعى دائما بتقديم أفضل ما نملك بتشكيلة اللاعبين المتاحة، ونضع في اعتبارنا التوليفة المثالية التي تخدم الفريق دون النظر للأسماء".
وردا على سؤال حول سوء أرضية ملعب 11 نونبر بالعاصمة الأنغولية لواندا أجاب المعلم "شاهدنا ملعب المباراة، وسنتدرب عليه مساء السبت للاستعداد للمباراة النهائية".
وفي الجزائر، وبخلاف ما كان يتوقعه البعض، شهدت الشوارع بعد اطلاق الحكم البينيني كوفي كوجيا صفارته معلنة نهاية اللقاء والإقصاء المر برباعية نظيفة أمام "الفراعنة" محتفلين بمنتخبهم الوطني ومساندين له في كل الأحوال بعد أن أمتعهم في المباريات التي سبقت الدور النصف نهائي.
وقال عدد من المحتفين، إن سبب فرحتهم يعود إلى أنه منذ 20 سنة لم تبلغ الجزائر الدور النصف النهائي لأمم أفريقيا، ومنذ 24 سنة أيضا لم تبلغ المونديال .
فمن العاصمة الجزائر، مرورا بغرب البلاد وهران وشرقها عنابة ، نزولا إلى جنوب البلاد مرورا بسطيف وقسنطينة وتبسة، خرج الصغار والكبار محتفلين ب "خسارة الجزائر "، حيث توشحوا بالأعلام الوطنية وردوا شعارات وأهازيج مساندة للمنتخب والمدرب رابح سعدان.
كما خرج بعضهم إلى الشوارع حاملين البطاقات الحمراء في إشارة واضحة إلى أن المنتخب الوطني لم ينهزم في الميدان، وبأن المنتخب المصري لم يكن ليفوز بتلك الطريقة لولا ما وصفوه بـ"هدايا الحكم ومهزلته" خلال اللقاء بعدما حرم المنتخب الجزائري من 3 لاعبين أساسيين و طردهم بطريقة اعتبروها "غريبة."
وفي مصر، خرجت الجماهير في مختلف المحافظات إلى الشوارع وهى تحمل الأعلام المصرية وتهتف لمصر ونجوم المنتخب الوطني، فقد خرجت الجماهير من مختلف الأعمار والفئات من الرجال والنساء إلى شوارع القاهرة حاملين الأعلام المصرية والطبول والدفوف وصور لاعبي المنتخب الوطني.
وهتفوا المحتفلون مرددين الأغاني والأناشيد الوطنية والهتافات الحماسية تعبيرا عن فرحتهم بالفوز، والأداء الذي قدمه الفراعنة وتأهلهم إلى المباراة النهائية المقرر إقامتها الأحد في مواجهة المنتخب الغاني.