خلق الله تعالى غشاء البكارة كحاجز طبيعي يمنع دخول ما يمكن أن يشكل خطراً على أهم جهاز لدى المرأة وهو الجهاز التناسلي.
يقع غشاء البكارة في الجزء الأول من مجرى الولادة (المهبل) بين فتحتي الشرج ومجرى البول.
يعمل الغشاء - إلى جانب أعضاء الجهاز التناسلي الخارجية ـ على حجز الأوساخ والقاذورات الخارجة من السبيلين خارج المهبل، إلا فسوف يدخل البراز والبول إلى مهبل المولودة ويصبح مجالاً خصباً لنمو الجراثيم والميكروبات التي قد تنتشر موضيعاً فتحدث التهابات جرثومية مخلفّة وراءها تليفاً في أنسجة قناتي فالوب أو في الرحم أو المبايض، الأمر الذي يهدد مستقبل الطفلة التناسلي، وهذه نعمة من الله على عباده أنْ حَمى الإنسان من أمراض كثيرة وهو لا يدري.
عندما تكبر الفتاة وتصبح بالغة ستعرف كيف تعتني بنظافتها الشخصية، وسوف تعرف كيف تحمي نفسها من الأمراض والالتهابات التي تأتي من الشرج أو المبولة أو غيرهما، وبخاصة في أوقات الدورة الشهرية.
إن الخارج من السبيلين ودم الدورة الشهرية والعرق الخارج من الجلد والرطوبة والدفء الموضعي يشكل افضل مزرعة للفطريات والجراثيم.
وبعبارة أخرى: إن كثيراً من حالات العقم التي تعانيها المتزوجات تعود لالتهابات جرثومية في الجهاز التناسلي.
غشاء البكارة هو بوابة الحياة، تحرص عليه كل فتاة، ويحرص عليه أهل كل فتاة, إذا سقط الغشاء سقطت معه هامات عالية كبيرة! فلتحافظ كل فتاة على ما خلق الله لها نظيفاً طاهراً, ولا تعرّضه للأجسام الغريبة.
الحمل والولادة وضم المولود وتقبيله هي أحلى أماني الحياة لكل فتاة.
تعددت وكثرت الأسئلة حول غشاء البكارة مما أوجب شرح الموضوع على النحو التالي :
هو عبارة عن غشاء رقيق من الجلد يزداد قوة مع زيادة السن وكان في وقت من أوقات النمو الجنيني مكتملاً ويفصل بين الثلث الخارجي والثلث الأوسط من المهبل ، وفي مرحلة لاحقة من ذلك النمو كان لابد وأن يختفي منه جزء أو أجزاء كي يسمح لدم الدورة الشهرية بالنزول من الرحم إلى الخارج .
وهذا ما حدث بالفعل ونتيجة لذلك تعددت أشكال غشاء البكارة المتبقي وأطلقت تسميات وصفية مختلفة لتلك الأشكال: كالحلقي والهلالي والمثقب الخ …
أما إذا لم يختفي أي جزء وبقي الغشاء كاملا ، فسوف يفصح عن نفسه ويسبب مشكلة مع أول دورة شهرية حيث تتراكم الدماء خلف الغشاء ولابد وقتها من فض ذلك الغشاء بواسطة الطبيب ، أما إذا كان أغلب الغشاء قد اختفى فربما كان المتبقي قليلا جدا لدرجة مشككة .
وموضع ذلك الغشاء فهو حسب الشرح السابق يكون على بعد 2-2.5 سم من الخارج أي نهاية الثلث الخارجي محاطا ومحافظا عليه بالشفتين الصغرى والكبرى ، أما فض غشاء البكارة عند الزفاف شيء يسير لا يسبب ألما كبيرا كما تتصور البنات ولا يحتاج لمجهود شاق كما يتصور الشباب وكل منهم يهول الأمور ويصعبها ثم يبقى أسيرا لتأثيرها النفسي ويحمل الأمور أكثر مما تحتمل ، وكلما كبر سن الفتاة وقوي ذلك الغشاء سبب ألما أشد بالطبع ، وليس ضروريا نزول كمية كبيرة من الدماء عند فض الغشاء بل أحيانا لا يحدث بالمرة وبمراجعة الشرح السابق فإن فض الغشاء لا يعدو كونه إحداث جرح بتمزيق قطعة من الجلد وإن رقت وتتناسب كمية الدماء الناتجة مع حجم الغشاء المتبقية وكيفية سده للمهبل فإن كان الموجود قليل ولا يسد الطريق أو كان من النوع المطاطي الذي يتمدد مع الضغط ثم يعود مرة أخرى ربما لم ينزل دم بالمرة .
وللأسف كم من بنات أطهار أهدرت دماءهن بسبب جهل الأهل بتلك المعلومات البسيطة .
ولابد في هذا السياق أن ننوه أن غشاء البكارة رغم أهميته ، لا يمثل وحده دليلا قاطعا على عذرية الفتاه من عدمه فربما أصابها اتهام كاذب بسببه ، كما ربما برئت خطأً بسببه أيضا
----
اخي الزائر
، إن اختصار البكارة أو العذرية في هذا الغشاء الرقيق هو ظلمٌ يشبه الظلم بالتقليل من قيمة هذا الغشاء.
أخي، هذا الغشاء مجرد علامة مادية لا ترقى إلى مستوى القرينة على عذرية أو انحراف، حتى إن المحاكم "في الأغلب" لا تحكم ببطلان عقد الزواج أو فسخه إذا تبين للزوج بعد الزفاف، والدخول بزوجته أنه لا وجود لهذا الغشاء؛ لأنه يغيب لعوارض كثيرة وبسيطة أحيانًا.
إذن وجود الغشاء لا يكون دليلاً أكيدًا على البكارة أو العذرية، ولا غيابه يكون دليلاً أكيدًا على عكس ذلك!!
غشاء البكارة مجرد رمز – قد يكون أو لا يكون – على عفاف المرأة، ولكنه ليس دليلاً على هذا العفاف وجودًا أو عدمًا، الخلق، والدين، والمنبت الطيب، وحسن المعاشرة بالمعروف، والسيرة الطيبة بين الناس كلها علامات، أو أدلة -إن شئت- على العفاف "ولو غاب الغشاء" ومن لديه مقدمات شك في زوجته – بعد تحري ما ذكرته لك – فمن الأفضل له ألا يتزوج منها، وربما لن يتزوج أبدًا.
النزيف والغشاء..
هواجس شائعة
لا يوجد أي دليل علمي أو غير علمي على سقوط غشاء البكارة بسبب النزيف الشديد، وهو اعتقاد خاطئ، ليس له أي أساس من الصحة؛ لأن الثقوب الموجودة في غشاء البكارة هي التي يخرج منها دم العادة الشهرية، ومهما كان النزيف شديداً، فلا يمكن أن يمزق الغشاء؛ لمرونته الشديدة ورقته التي تمنع تمزقه