أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية أن الجنرال العربي بلخير، سفير الجزائر بالمغرب، توفي اليوم الخميس عن عمر يناهز 72 سنة.
وأضافت الوكالة أن الراحل توفي إثر مرض حسب ما علم لدى عائلته.
وقد تولى الجنرال بلخير عدة مسؤوليات سامية منها، بالخصوص، منصب أمين عام ثم مدير ديوان رئاسة الجمهورية، ومنصب وزير الداخلية.
وترى مصادر جزائرية أن الجنرال العربي بلخير يختزل تاريخ الجزائر منذ الاستقلال مع الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين، فبينما غطى بومدين مرحلة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي فإن المرحلة المتبقية من تاريخ الجزائر المعاصرة لعب فيها الجنرال العربي بلخير دورا محوريا، من خلال عمله مع الرئيس الشاذلي بن جديد وتقلده لمناصب مهمة في قصر المرادية وتسلقه سلم العلاوات من نقيب عام 1981 إلى جنرال عام 1989، وهوما أهله للعب دور مركزي في انقلاب عام 1992، الذي أطاح بحكم الشاذلي بن جديد.
وأشارت هذه المصادر إلى أن ما أهل الجنرال العربي بلخير إلى أن يتبوأ هذه المناصب في القصر الجمهوري أنه ينتمي لعائلة ثرية، فقد كان والده أحد "القياد" الجزائريين الذين منحتهم السلطات الاستعمارية الفرنسية مكانة مهمة ليقوموا بالوساطة بينها وبين الشعب الجزائري، وأنه لذلك نشأ وترعرع في بيت ثري، أهله لبناء قصر كبير وضخم في حي المرادية بالجزائر العاصمة ليس له مثيل في الجزائر، وذكرت أن له شقيقا ظل يعمل في الجيش الفرنسي حتى تقاعده عام 1992.
لكن المصادر أشارت إلى أن علاقة الجنرال العربي بلخير لم تكن على ما يرام مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي بدأ في تقليم أظافر الجنرالات الذين جاؤوا به في محاولة منه للإمساك بزمام الأمور، وأشارت إلى أن ذلك أضعفه ودفعه للسفر إلى فرنسا والإقامة فيها لمدة عام خشية أن يتم إدخاله في قضية الخليفة التي شغلت الرأي العام الجزائري لفترة من الزمن، قبل أن يعود إلى الجزائر ويتصالح مع الرئيس بوتفليقة على قاعدة انسحابه من السياسة الداخلية فتم منحه مهمة تولي سفارة الجزائر في المغرب، وهو ما خلق له عالما مليئا بمشاعر الاحباط واليأس، فبعد مشوار طويل لعب فيه دورا مركزيا في صناعة الرؤساء استحال إلى سفير معزول في المغرب .
وأضافت المصادر: "وقد ضاعف من شعوره بالإحباط الذي استحال إلى شعور بالاحباط إقدام أحد أبنائه على الانتحار ثم وفاة ابنه الثاني في حادث سير كما أعلن عن ذلك، فتطورت الأمور إلى مرض بالقلب سافر على إثره للعلاج إلى فرنسا، قبل أن يتحرك نشطاء جزائريون لمقاضاته أمام العدالة، فتم تهريبه بسرعة إلى الجزائر، وهو ما فاقم من حزنه كيف يهرب من فرنسا التي احتضنته في أصعب الظروف السياسية، لكن ومع اشتداد مرضه تم نقله إلى اسبانيا وسويسرا لكن المرض كان قد استفحل في جسمه إلى درجة أن بعض المقربين منه تحدثوا عن أنهم كانوا يضعون كمامات على أفواههم وأنوفهم عندما يدخلون إلى غرفته قبل أن توافيه المنية اليوم الخميس.