قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إن أحداث سبتمبر/أيلول 2001 ضد الولايات المتحدة غيرت إدراكه لمخاطر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وأوضح بلير -أثناء مثولة أمام لجنة التحقيق بحرب العراق- "حتى 11 سبتمبر كنا نظن أنه (الرئيس العراقي الراحل صدام حسين) خطر, لكننا كنا نعتقد أن الأمر يستحق محاولة احتوائه, غير أن حسابات المخاطرة تغيرت كثيرا بعد 11 سبتمبر".
كما دافع عن قراره بخوض الحرب منطلقا من التحديات التي نشأت عقب أحداث سبتمبر/أيلول, قائلا إن تلك الأحداث غيرت من رؤية بلاده والأميركيين بشأن التحديات المشتركة.
وقال إن تقييمه لتلك المخاطر أنه لم يكن ممكنا أن يسمح لما سماه بالدول المارقة أن تطور أسلحة دمار شامل. ولفت رئيس الوزراء السابق إلى أنه التزم للرئيس الأميركي السابق جورج بوش بالتعاون الكامل فيما يتعلق بهذه القضية.
وفي رده على سؤال عن مقابلة صحفية مؤخرا صرح فيها بأنه كان يعتزم غزو العراق حتى مع علمه بعدم امتلاكه أسلحة دمار شامل, نفى بلير استخدامه لفظ "تغيير النظام" في تلك المقابلة.
وأدلى بلير بشهادته بحضور أقرباء 179 جنديا بريطانيا لقوا حتفهم أثناء الحرب. كما أنه وصل لمكان الاستجواب قبل ساعتين من الموعد ودخل المبنى الذي يحيط به طوق أمني من المدخل الخلفي.
متظاهرون ضد بلير يصفونه بأنه مجرم حرب (رويترز)
تعهد وتعزيزات
وتعهد محتجون من مناهضي الحرب بتشكيل "حزام من الكراهية" خارج مركز مؤتمرات الملكة إليزابيث الثانية بوسط لندن أثناء الشهادة, فيما اعتبرت المخابرات البريطانية أن ظهور بلير أمام التحقيق يمثل حالة تأهب قصوى.
وانتشر مئات من رجال الشرطة البريطانية وعناصر مكافحة الشغب حول مركز المؤتمرات.
ومنعت الشرطة ناشطين مناهضين للحرب من المركز ونصبت حواجز على الطرقات وأقامت مناطق محظورة على المارة, كما عززت من الإجراءات الأمنية حول منزل بلير. وحمل الناشطون لافتات تصف بلير بأنه مجرم حرب وتدعو لمحاكمته.
وكان بيتر غولد سميث المستشار القضائي السابق لبلير قد قال الأربعاء إن رئيس الوزراء السابق كان مؤمنا بعدم شرعية الحرب على العراق.
وأضاف غولد سميث في شهادته أمام لجنة التحقيق أن بلير كان في البداية يعتقد صواب الحصول على قرار ثان من مجلس الأمن, لكنه غير رأيه قبل شهر من بدء الحرب.
وبدأت جلسة الاستماع لشهادات الشهود في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي, حيث أثبتت لجنة التحقيق بشأن العراق –وهي لجنة مستقلة من خمسة خبراء شكلتها الحكومة للتحقيق في الفترة من العام 2001 حتى العام 2009- أن "كل ما بني عليه بشأن الحرب على العراق كان باطلا".