تتطلع الدار البيضاء إلى أن تحظى بملعب جديد يتسع لأكثر من 80 ألف متفرج، يتقاسمه أكبر فريقين في المدنية، "الرجاء البيضاوي" و"الوداد". وقد يكون هذا كله تحسبا لترشح المغرب لتنظيم كأس الأمم الأفريقية أو حتى كأس العالم؟
لم يتمكن المغرب من الوصول إلى المراحل النهائية لكأس العالم لكرة القدم منذ العام 1998، لكن هذا لن يمنعه من إنجاز ملعب رياضي من 80 ألف مقعد، أي ما يعادل مساحة الملعب الرياضي الفرنسي "استاد دو فرانس" الواقع في ضاحية باريس.
أما مسابقة هندسة هذا المشروع العملاق في الدار البيضاء والذي أطلقته وزارتي التجهيز والرياضة المغربيتين، فقد فازت به شركتا " سو" الباريسية و " أرشي ديزاين" المغربية، وهي ورشة ضخمة يجب أن تحصل على موافقة الحكومة للمباشرة بها.
ملعبٌ كِلفته 180 مليون يورو
شركة " سو" التي شيّدت ملعب مدينة " لوهافر"، تُفضّل بناء ملعب يحترم طبيعة المكان الذي سيبنى فيه. ويقول لوك دولامان، أحد مهندسي الشركة : " الملعب يقع في ميدانٍ مرتفع مطلّ على البحر في حي سيدي مومن. لذلك فإننا حاولنا أخذ ذلك بعين الاعتبار في المشروع الذي قدّمناه ، فاستلهمنا شكل الملعب من شكل حصيّ الصحراء وأشكال الحفريات."سيُحاط هذا الحرم الشاسع بطبقات من الإسمنت تعكس ضوء النهار، على شكل مشربية فسيحة تسمح بالرؤية من دون أن يُرى مَن وراءه، و هو يمكن من توفير تهوية طبيعية، وغالباً ما نجده في الهندسة التقليدية في البلدان العربية.
كلفة هذا الملعب الرياضي في الدار البيضاء، المتوقع الانتهاء من تشييده عام 2014، تبلغ 180 مليون يورو، وهو جزء من مشروع وطني ضخم يقضي بإنشاء ثلاثة ملاعب أخرى في البلد هي ملاعب طنجة ومراكش ومن المتوقع أن ينتهي بناؤهما في شهر أكتوبر ونونبر 2010، بالإضافة إلى ملعب مدينة أكادير والذي سينتهي تشييده عام 2011، مما يجعل الآمال أكبر في ترشح المغرب لاحتضان كأس الأمم الأفريقية أو، ولما لا، كأس العالم.
وسيتقاسم أكبر ناديين رياضيين في العاصمة المغربية الاقتصادية، وهما " الرجاء البيضاوي" و " الوداد الرياضي البيضاوي" هذا الملعب الواسع، كما هو الحال اليوم في مجمّع محمد الخامس الرياضي. " لن يكون بالأمر الصعب ملء هذا الملعب خلال مباريات الديربي بين الناديين " بحسب مصطفى بدري، المحرر في صحيفة " المنتخَب " المغربية. حتى ولو كان مجمّع محمد الخامس لا يزال في حال جيدة، يجب ولأسباب تتعلق بالأمن والطموحات الوطنية، إنشاء ملعب يفي بتطلعات وآمال المغربيين."