تتعاقب الأيام، و يزداد شيب خصلات الشعر الذهبي، تتلاعب بها ريح النسيان ... و تنتفض من غفوتها لتجد نفسها وحيدة بعدما كانت محبوبة الناس، و خصوصا نوع محدد من الناس، ذوي النفوذ و السلطة و المال، منحوها
و العز و العيش الكريم، وارتشفوا مع كل هذا رحيقها شيئا فشيئا...ذبلت الزهرة بعدما كانت الأيادي تتسابق لقطفها، وجف زاك العود الممشوق فيما مضى، قوم تمايلت معه أعناق، و عيون تركت لأجلها ربات بيوت وخربت أخرى لأجل الظفر بنظرة يعاش على ذكرها العمر بأكمله...
بين تلك الذكريات التي لم تدم قدررمشة عين، و بين واقعها اليوم، تمضي أيامها داخل شقة باربع جدران و سقف...رحلت الحياة عنهم، ولم تعد تسكنها سوى أشباح من الماضي القريب البعيد، لا شيء يسمع بها سوى صوت تلك الساعة المعلقة، وبعد الهمسات تحكي بين الحين و الأخر أمجاد مليكة زمانها، هذا كان لقبها..
ليال عدة مجرد ضحكات صامتة تذكرها بوموعجاب أو عاشق كان على استعداد للتضحية بكل ما يملك لقاء قبول الارتباط به، و بعفوية ساحرة و أنوتة جذابة لا تقاوم، تعلن عن رفض لا يزيد صاحبه إلى إصرارا على موقفه ...
يا لها من شقة فاخرة، مجوهرات، ألف بالأبناك و ملايين الحسرة مكنوزة بدخل الصدر المترهل...صرخة و آهات مكبوتة تحويل ما أمكن إخفائها بأحمر الشفاه الفاقع -لونها المفضل للزينة- و أية زينة الآن : وجه أكل الدهر عليه وشرب،و ليس الدهر وحده، بال أفواه متعطشة للذة لا غير..
طويلا تبقى أمام مرآة الحقيقة تبعها، تجلس ساعات و هي تحاول إصلاح تجاعيد رسمها الزمان، خطها بقلم الأقدار ...فرشات مكياج كتيرا و بمختلف القياسات...علب ألوان لا حصر لها، رموش إصطناعية و عدسات لاصقة...
]إنتهت...وهل نجاحات في ذلك ؟؟؟
نظرت مطولا، لكن نظرتها أصبحت غير واضحة ، اعاقها ذلك السائل بدون لون، غطى عينيها، إنها دموع حسرتها على شباب رحل مبكرا عنها وتركها دون رجل تسكن له، ترتاح بين ذراعيه كلما أرهقتها الأيام...أو أبناء يسألون عنها، همهم ردها
تبكي...فبرغم كترة الزينة، فى هي لاترى سوى وجه مهرج بالألوان هو مبهرج...و هو معرى من كل تلك الأوهام...وجه جامد العضلات...فاقد الحيوية... و كيف لي فاقد الشيء أن يعطيه...
كبرت، و شاخ الجسم الممشوق كما كان، لكنه دون حياة -هذا هو الفرق بين الأمس و اليوم-
لكن، بين كل غيوم الشتاء التي تغطي سماء أيامها، تبقى بؤرة ضوء صغيرة، مازالت تفخر بها، كونها لم تفقد لقب أنسة...عذرية و شرف احتفظت بهم حتى بعد مرور كل هذا السنوات... و ما نفع الفخر بشيء هو في نظر الناس منتهي الصلاحية حتى إن وجد؟؟؟ و هل يا ترى العذرية هي فقط قطعة اللحم التي يتهافت الرجال إلى شرخها نصفين ؟؟؟[/bو هل يكفي أن يكون الشرف بتولا بينما اتسخت معه أشياء أخرى ساقطات في الحضيض؟؟؟
فما عساها تفعل سوى بكاء شباب رحل ويعود و القناعة بأيام شيخوخة طويلة ستقضيها في محاولة البحت عن القطعة المفقودة من أحجية من تراه حبك خيوطها العنكبوتية ؟؟؟
sanfoura بقلم: سانفورة