هل يستطيع هذا الذي حدث مؤخرا مع السفر المفاجئ لسفيان العلودي منضما إلى الوصل الإماراتي، من دون إشعار مسبق بنية الرحيل، أن يفسد ما يصل بين الرجاء البيضاوي وبين العين الإماراتي من ود، من شراكة ومن أواصر الحب وأيضا من عمل مشترك يقوم على مبدإ تبادل المنفعة بين ناديين عريقين؟
أطلعت على بلاغ الرجاء الذي أملته بحسب رأيي ظروف في صورة إكراهات، ويقدم للرأي العام الرياضي الرجاوي والوطني حقائق إن كانت بهدف تبرئة الذمة فإنها أيضا تأتي ردا على قلق متنامي يستشعره الرجاويون لهذا الذي حدث..
طبعا من حق عائلة الرجاء أن تستشعر نوعا من «عدم الإحترام» ونوعا من «سوء التقدير» ونوعا من «إهدار الكرامة» من كل هذا حدث، فالفريق بتاريخه، بمرجعيته وبهياكله وتنظيماته وبطقوس الإحترام الواجب له كمؤسسة رياضية ووطنية لا يقبل بأن يداس عليه بهذه الطريقة، فما معنى أن يتدرب معه لاعب مقيد في لوائح الفريق، ومراهن عليه كعنصر أساس في التشكيل البشري يوم الأربعاء، ثم بعدها يختفي عن الأنظار، ليسمع المسؤولون أنه سافر سرا إلى الإمارات للتوقيع في كشوفات الوصل الإماراتي، ثم لترد على إدارة الرجاء رسالة من نادي العين صاحب الحق في نقل اللاعب حيثما شاء ومتى شاء تقول بالحرف، أن العين ما فعل هذا الذي فعله إلا نزولا عند رغبة ملحة صادرة عن سفيان العلودي.
عندما قبلت الرجاء بضم سفيان العلودي إلى صفوفها بداية هذا الموسم على سبيل الإعارة، تفعيلا لشراكة تربطها بالعين الإماراتي، فقد فعلت ذلك من واجب أبوي، فالرجاء هي بيت سفيان العلودي الأول، هي عائلته التي عرفه من خلالها العالم وتحديدا نادي العين، وتحت أي مبرر، ما كنت الرجاء لتقبل بضم لاعب يتعافى من جراحات مختلفة (الله يكون في العون) وتكون له بمثابة المروض بعد أن إستحال عليه إستعادة رسميته داخل العين، لما نعرفه عن هذا النادي من إلحاح في طلب اللاعبين الجاهزين بهدف المنافسة وطنيا وأسيويا، إلا لأنها شعرت بواجب أبوي وإنساني، أكثر ما كان ذلك اعترافا بفضل العين على الرجاء، وأكثر ما كان ذلك إستجابة لمضامين شراكة هي تفعل في نواحي كثيرة، وقد أسعدني الحظ بأن كنت شاهدا عليها، بل إنني شخصيا ساهمت في صياغتها، عندما كان طيب الذكر عبد السلام حناط رئيسا للرجاء..
وكنت قد استمعت من الشيخ هزاع بن زايد نائب مجلس شرف نادي العين، وهو صاحب فضل كبير على إحترافية وعالمية القلعة العيناوية، إلى ما يفرض التعاطي مع الشراكة التي ستقوم بين الرجاء ونادي العين (كان ذلك قبل خمس أو ست سنوات)، بكثير من الإحترافية، فلا تكون شراكة على الورق، ولا تكون شراكة من طرف واحد، ولكن تكون شراكة مفعلة، تقوم على تبادل المصلحة وتجلب المنفعة للناديين معا باعتبارهما صرحين رياضيين كبيرين..
وأؤكد على أن الناديين معا توافقا على خط سير فسارا فيه معا، بدليل أن هذه الشراكة ستأخذ بعدا إستراتيجيا بحلول طيب الذكر عبد الحميد الصويري على رأس الرجاء، ثم إنها تأخذ اليوم بعدا ثالثا مع عبد الله غلام، ما يعني أن ما حدث مع سفر العلودي الذي وصفه بلاغ الرجاء بالتصرف اللا أخلاقي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعكر صفو العلاقة الحميمية التي تقوم بين الناديين، والتي تجد صداها وعمقها ومحتواها الفكري والإنساني والرياضي في مبادرات كثيرة..
ولأنني واثق من تقدير العين الإماراتي للمكانة الرفيعة التي يحتلها فريق الرجاء في المنظومة الرياضية العربية، فإن رجال البنفسج لن يسمحوا بأن يتلف هذا الحادث الخيط الموصول، لذلك سيكون لزاما البحث بالتدقيق في تفاصيل هذا الذي حدث، في الذي حرض لأن يأتي بهذه الطريقة التي إستهجنها بلاغ الرجاء واستنكرتها جماهيره..
وإذا ما تبث ضلوع أي كان في الإيقاع بين الناديين فإن الضرورة تفرض إزاحته كليا عن طريقهما.. لا أريد تلميحا أو تصريحا الكشف عن واضحات من باب أنها مفضحات، ولكن أصر على ثلاثة أشياء..
أولها لا أقبل بأن يكون هذا الحادث وهو عرضي ممهدا لضرب شراكة أثبتت نجاعتها وأتت أكلها منذ ولادتها، وسيكون ناديا الرجاء والعين مقتنعين تماما بضرورة إعمال العقل في تدبير هذا الخلاف حتى لا يفسد الود والقضية معا..
ثانيهما لا أرى كيف لا تجعل الرجاء من هذا الذي حدث وقد أدانته وشجبته ببلاغ رسمي مادة للنقاش وللحوار لإبداع أشكال من التحصين والحماية لحقوق فريق مرجعي ومؤهل لأن يكون ناديا إحترافيا.
ثالثهما أن يفكر سفيان العلودي حالا في طريقة يرفع بها عنه شخصيا غضب الرجاء، مسؤولين ولاعبين وجماهير، فقد صور لنا بلاغ الرجاء وما كان من ردود فعل لجماهير الخضراء أن ما فعله سفيان العلودي هو الخيانة بعينها، مع أنني أنزه العلودي خلقا وفكرا من أن تكون له مجرد النية في عض اليد التي امتدت له بالخير..
أربأ بالعلودي أن ينحدر إلى هذا الدرك الأسفل، والله يجازي من كان السبب..