127 ـ أخبرنا الشيخ أبو سعد الحسن بن علي الآرابادي (1) ، والشيّخ ابو القاسم الحسن بن محمد الحديقي ، عن جعفر بن محمد بن العبس ، عن أبيه عن ابن بابويه ، حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبدالله بن جعفر ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثّمالي ، قال : صلّيت مع علي بن الحسين صلوات الله عليهما الفجر يوم الجمعة ، فنهض إلى منزله وانا معه ، فدعا مولاة له فقال : لا يقف اليوم على بابي سائل إلاّ أطعمتموه ، فانّ اليوم يوم الجمعة قلت : ليس كلّ سائل محقّ .
فقال : أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقّاً فلا نطعمه ونردّه ، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله عليهم السلام أطعموهم ، إنّ يعقوب كان يذبح كلّ يوم كبشاً ، فيتصدق منه ويأكل هو وعياله منه ، وأنّ سائلا مؤمناً صواماً قوّاماً محقّاً له عند الله منزلة كان مجتازاً غريباً إعتربباب يعقوب عشيّة الجمعة عند أوان إفطاره ، فهتف على بابه : أطعموا السّائل الغريب الجائع من فضل طعامكم . فلمّا يئس شكا جوعه إلى الله تعالى وبات خاوياً وأصبح صائماً ، وباب يعقوب وآله شباعاً بطاناً ، وأصبحوا عندهم فضلة من طعام ، فأوحى الله تعالى إلى يعقوب صلوات الله عليه : استوجبت بلواي أو ما علمت أنّ البلوى إلى اوليائي أسرع منها إلى أعدائي ، وذلك حسن نظرمنّي لأوليائي ، استعدّ والبلائي .
____________
(1) راجع رياض العلماء ( 2 | 436 ) فانّ اللّقب بهذا النّحو مضبوط فيه فقط .
--------------------------------------------------------------------------------
( 127 )
فقلت لعلي بن الحسين صلوات الله عليهما : متى رأى الرّؤيا ؟ قال : في تلك اللّيلة الّتي بات فيها يعقوب صلوات الله عليه وآله شباعاً ، وبات فيها ذلك الغريب جائعاً ، فلمّا قصّها على أبيه اعتمّ يعقوب لما سمع من يوسف مع ما اُوحي إليه : أن استعدّ للبلاء ن وكان اوّل بلوى نزل بآل يعقوب الحسد ليوسف عليه السلام ، فلمّا رآى إخوة يوسف كرامة أبيه إيّاه اشتدّ عليهم فتآمروا حتّى قالوا : ( أرسله معنا غداُ يرتع ويلعب ) (1) فلمّا خرجوا من أتوا به غيضة أشجار ، فقالوا نذبحهه ونلقيه تحت شجرة يأكله الذّئب ، فقال كبيرهم : لا تقتلوه ولكن ألقوه في غيابة الحبّ فألقوه فيه ، وهم يظنّون أنّه يغرق فيه .
فلمّا أمسوا رجعوا إلى أبيهم « عشاء يبكون قالوا يا أبانا إنّا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذّئب ) (2) فاسترجع وعبر فصبر وأذعن للبلوى ، وقال : ( بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل ) (3) ما كان الله ليطعم لحم يوسف الذّئب .
قال أبو حمزة : ثم انقطع حديث علي بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه ، فلما كان من الغدو عدوت إليه ، فقلت : إنّك حدّثت أمس بحديث يعقوب ، فما كان من قصّة إخوة يوسف بعد ذلك ؟ فقال : إنّهم لمّا أصبحوا قالوا : انطلقوا بنا حتّى نظر ما حال يوسف أمات أم هو حيّ ؟ فلمّا انتهوا إلى الجبّ وجدوا سيّارة قد أرسلوا واردهم ، فأدلى دلوه فمّا جذب الدّلو إذا هو بغلام متعلق بدلوه ، فلمّا أخرجه قال إخوة يوسف : هذا عبدنا سقط أمس في هذا الجبّ وجئنا اليوم لنخرجه ، فنتزعوه منه وقالوا له : إمّا أن تقرّ لنا أنّك عبد لنا ، فنبيعك من بعض هذه السّيارة أو نقتلك ، قال : اصنعوا ما شئتم ، فأقبلوا إلى السيّارة وقالوا لهم : آمنكم من يشتري هذا العبد منّا ؟ فاشتراه بعضهم بعشرن درهماُ وسار من اشتراه حتّى أدخله مصر .
فقلت لعلي بن الحسين عليهما السلام : إبن كم كان يوسف صلوات الله عليه يوم ألقيّ في الجبّ ؟ قال : كان ابن تسع سنين قلت : فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر ؟ قال : مسيرة اثنى عشر يوماً . وكان يوسف عليه السلام من أجمل أهل زمانه فاشتراه العزيز
____________
(1) سورة يوسف ( 12 ) .
(2) سورة يوسف ( 16 ـ 17 ) .
(3) سورة يوسف : ( 18 ) .
--------------------------------------------------------------------------------
( 128 )
وراودته امرأته ، فقال : معاذ الله أنا من أهل بيت لا يزنون ، فأفلت منها هارباً إلى الباب ، فلحقته فجذبت قميصه من خلفه ( وألفيا سيّدها لدى الباب قالت ما جزآء من اراد بأهلك سوءاً إلاّ أن يسجن ) (1) فهمّ الملك بعذاب يوسف عليه السلام ، فقال يوسف عليه السلام هي راودتني فاسأل هذا الصّبيّ ، فأنطق الله الصّبيّ بفصل القضاء ، فقال أيّها الملك : انظر إلى قميص يوسف ، فإن كان مقدوداً من قدّامه فهو الّذي راودها ، وإن كان مقدوداً من خلفه فهي الّتي راودته ، فأفزع الملك ذلك ودعى بالقميس ونظر إليه فرآه مقدوداً من خلفه قال : إنّ من كيدكنّ وقال ليوسف : اكتم هذا .
فلمّا شاع أمر امرأة العزيز والنّسوة الّلآتي قطّعن أيديهنّ ، سجن يوسف عليه السلام ، ودخل معه السّجن فتيان ، وكان من قصّته ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز (2) .
فصل ـ 1 ـ
128 ـ وباسناده عن ابن محبوب ، عن الحسن بن عمارة ، عن مسمع أبي سيّار (3) ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : لمّا ألقى إخوة يوسف يوسف في الجبّ نزل عليه جبرئيل ، فقال : يا غلام من طرحك في هذا الجبّ ؟ فقال : إخوتي بمنزلتي من أبي حسدوني ، قال : أتحبّ أن تخرج من هذا الجبّ ؟ قال : ذلك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، قال : فإن الله يقول لك : قل اللّهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلاّ أنت ، بدين السّماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ، ان تصلّي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً وترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب (4) .
129 ـ وبإسناده عن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر ، عن الرّضا عليه السّلام في قوله تعالى : ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ) (5) قال : كانت
____________
(1) سورة يوسف : ( 25 ) .
(2) بحارالأنوار ( 12 | 271 ـ 276 ) ، برقم : ( 48 ) عن علل الشرائع مبسوطاص . وما هو المذكور هنا زبدته ومختصره .
(3) في البحار : عن أبي سيّار ، وهو مسمع بن عبد الملك كردين .
(4) بحار الأنوار ( 95 | 189 ) ، برقم : ( 16 ) و( 12 | 248 ) ، برقم : ( 13 ) .
(5) سورة يوسف : ( 20 ) .
--------------------------------------------------------------------------------
( 129 )
عشرين درهما والبخس : النقص ، وهي قيمة كلب الصّيد إذا قتل (1) .
130 ـ وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي إسماعيل الفرّا ، عن طربال ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : لمّا أمر الملك بحبس يوسف عليه السّلام في السجن ألهمه الله تأويل الرّؤيا ، فكان يعبر لأهل السجن رؤياهم (2) .
131 ـ وعن ابن أبي نصر ، عن أبي جميلة ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : كان يوسف عليه السّلام بين أبويه مكرماً ، ثم صار عبداً ، فصار ملكاً (3) .
132 ـ وعن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن حماد بن عثمان ، عن جميل ، عن سليمان بن عبدالله الطّلحي قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما حال بني يعقوب ؟ هل خرجوا عن الإيمان ؟ فقال : نعم . قلت : فما تقول في آدم عليه السلام ؟ قال : دع آدم (4) .
133 ـ وعن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حنّان بن سديل قال : قلت لأبي جعفر صلوات الله عليه : أكان أولاد يعقوب أنبياء ؟ قال : لا ، ولكنّهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء ، ولم يفارقوا إلاّ سعدآء ، تابوا وتذكّروا ممّا صنعوا (5) .
فصل ـ 2 ـ
134 ـ وأخبرنا الشّيخ أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، عن جعفر الدوريستي ، عن الشّيخ المفيد ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : لمّا فقد يعقوب يوسف عليهما السلام اشتدّ حزنه وتغيّر حاله ، وكان يمتار القمح من
____________
(1) بحار الأنوار ( 12 | 222 ) .
(2) بحار الأنوار ( 12 | 290 ) ، برقم : ( 72 ) و( 61 | 172 ) ، برقم : ( 30 ) .
(3) بحار الأنوار ( 12 | 290 ) ، برقم : ( 73 ) .
(4) بحار الأنوار ( 12 | 290 ـ 291 ) ، برقم : ( 74 ) .
(5) بحار الأنوار ( 12 | 291 ) ، برقم ( 75 ) .
--------------------------------------------------------------------------------
( 130 )
مصر لعياله في السّنة مرّتين في الشّتاء والصّيف ، فانّه بعث عدّة من ولده ببضاعة يسيرة مع رفقة خرجت ، فلمّا دخلوا على يوسف عليه السلام عرفهم ولم يعرفوه ، فقال : هلمّوا بضاعتكم حتّى أبدأ بكم قبل الرّفاق وقال لفتيانه : عجّلوا لهؤلاء بالكيل وأوقروهم ، واجعلوا بضاعتهم في رحالهم إذا فرغتم .
وقال يوسف لهم : كان أخوان من أبيكم فما فعلاً ؟ قالوا : أمّا الكبير منهما فإنّ الذّئب أكله ، وأمّا الأصغر فخلّفناه عند أبيه ، وهو به ضنين وعليه شفيق . قال : إنّي أحبّ أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتاروا ، ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم فيها ( قالوا : يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا ) (1) فلمّا احتاجوا إلى الميرة بعد ستّة أشهر بعثهم ، وبعث معهم ابن يامين ببضاعة يسيرة ، فأخذ عليهم ( موثقاً من الله لتأتنّني به ) (2) فانطلقوا مع الرّفاق حتّى دخلوا على يوسف ، فهيّأ لهم طعاماً وقال : ليجلس كلّ بني أمّ على مائدة ، فجلسوا وبقي ابن يامين قائماً ، فقال له يوسف: مالك لم تجلس ؟ فقال : ليس لي فيهم ابن أمّ ، فقال يوسف : فمالك ابن أمّ ؟ قال : بلى زعم هؤلاء أنّ الذّئب أكله .
قال : فما بلغ من حزنك عليه ؟ قال : ولد لي أحد عشر ابناً لكلّهم أشتق اسماً من اسمه ، فقال : اراك قد عانقت النّساء وشممت الولد من بعده ، فقال : انّ لي أباً صالحاً قال لي : تزوّج لعلّ الله أن يخرج منك ذرية تثقّل الأرض بالتّسبيح ، قال يوسف : فاجلس معي على مائدتي ، فقال إخوة يوسف : لقد فضّل الله يوسف واخاه حتّى أنّ الملك قد أجلسه معه على مائدته ، وقال لإبن يامين : إنّي أنا أخوك فلا تبتئس بما تراني أفعل واكتم ما أخبرتك ، ولا تحزن ولا تخف .
ثمّ أخرجه إليهم وأمر فتيته أن يأخذوا بضاعتهم ويعجّلوا لهم الكيل ، فإذا فرغوا جعلوا (3) المكيال في رحل أخيه ابن يامين ، ففعلوا ذلك وارتحل القوم مع الرّفقة ، فمضوا ولحقهم فتية يوسف ، فنادوا ( أيّتها العير إنّكم لسارقون ) (4) قالوا : « ماذا تفقدون قالوا
____________
(1) سورة يوسف : ( 65 ) .
(2) سورة يوسف : ( 66 ) .
(3) كذا في ق 1 وفي بقية النّسخ والبحار : فاجعلوا .
(3) سورة يوسف : ( 70 ) .
--------------------------------------------------------------------------------
( 131 )
نفقد صواع الملك . . . قالوا : وما كنّا سارقين قالوا : فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا : ( جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه ) ( فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثمّ استخرجها من وعاء أخيه ) ( قالوا : إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) (1) ثم ( قالوا : يا أيها العزيز إنّ له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه ) ( قال : معاذ الله أن نأخذ إلاّ من وجدنا متاعنا عنده ) (2) قال كبيرهم : إنّي لست أبرح الارض حتّى يأذن لي أبي .
فمضى إخوة يوسف حتّى دخلوا على يعقوب صلوات الله عليه ، فقال لهم : أين ابن يامين ؟ قالوا : سرق مكيال الملك ، فحبسه عنده ، فأسأل أهل القرية والعير حتّى يخبروك بذلك ، فاسترجع يعقوب واستعبر حتّى تقوّس ظهره ، فقال يعقوب : يا بنيّ اذهبوا فتحسّسوا من يوسف وأخيه ، فخرج منهم نفر وبعث معهم بضاعة وكتب معهم كتاباً إلى عزيز مصر يعطفه على نفسه وولده .
فدخلوا على يوسف بكتاب أبيهم ، فأخذه وقبّله وبكى ، ثم أقبل عليهم فقال : ( هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه ) قالوا : أأنت يوسف ؟ ( قال : أنا يوسف وهذا أخي ) وقال يوسف : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ) و( اذهبوا بقميصي هذا ) بلّته دموعي ( فألقوه على وجه أبي وأتوني بأهلكم أجمعين ) (3) .
فأقبل ولد يعقوب عليه السلام يحثّون السّير بالقميص ، فلمّا دخلوا عليه قال لهم : ما فعل ابن يامين ؟ قالوا : خلّفناه عند أخيه صالحاً ، فحمد الله عند ذلك يعقوب وسجد لربّه سجدة الشكر واعتدل ظهره ، وقال لولده : تحملوا إلى يوسف من يومكم ، فساروا في تسعة أيّام إلى مصر ، فلمّا دخلوا اعتنق يوسف اباه ورفع خالته ، ثم دخل منزله وأدهن ولبس ثياب الملك ، فلمّا رأوه سجدوا شكراً لله ، وما تطيّب يوسف في تلك المدّة ولا مسّ النّساء حتّى جمع الله ليعقوب صلوات الله عليه شمله (4) .
____________
(1) سورة يوسف : ( 75 ـ 77 ) .
(2) سورة يوسف : ( 78 ـ 79 ) .
(3) سورة يوسف : ( 89 ـ 93 ) .
(4) بحار الأنوار ( 12 | 287 ـ 289 ) ، برقم : ( 71 ) .
135 ـ وبإسناده عن الصّفار ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : قلت لأبي عبدالله صلوات الله عليه : ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف ؟ قال : حزن سبعين ثكلى ، قال : ولمّا كان يوسف صلوات الله عليه في السّجن دخل عليه جبرئيل عليه السّلام ، فقال : إنّ الله تعالى ابتلاك وابتلى أباك وأنّ الله ينجّيك من هذا السجن ، فاسأل الله بحقّ محمد وأهل بيته أن يخلّصك ممّا أنت فيه ، فقال يوسف : اللّهم إنّي أسألك بحق محمد وأهل بيته إلاّ عجّلت فرجي وأرحتني ممّا أنا فيه .
قال جبرئيل عليه السلام : فابشر أيّها الصّديق ، فانّ الله تعالى أرسلني إليك بالبشارة بأنه يخرجك من السّجن إلى ثلاثة أيّام ، ويملّكك مصر وأهلها تخدمك أشرافها ، يجمع إليك أخوتك وأباك ، فابشر أيها الصدّيق إنّك صفيّ الله وابن صفيّه . فلم يلبث يوسف عليه السّلام إلاّ تلك اللّيلة حتّى رأى الملك رؤيا أفزعته ، فقصّها على أعوانه ، فلم يدروا ما تأويلها .
فذكر الغلام الّذي نجى من السّجن يوسف ، فقال له : أيّها الملك أرسلني إلى السّجن ، فإنّ فيه رجلاً لم ير مثله حلماً وعلماً وتفسيراً ، وقد كنت أنا وفلان غضبت علينا وأمرت بحبسنا رأينا رؤيا ، فعبّرها لنا وكان كما قال ، ففلان صلب وأمّا أنا فنجوت فقال له الملك : انطلق إليه ، فدخل وقال : يا يوسف : ( أفتنا في سبع بقرات ) (1) فلمّا بلغ رسالة الملك يوسف الملك قال : ( ائتوني به أستخلصه لنفسي ) (2) فلمّا بلغ يوسف رساله الملك قال : كيف أرجو كرامته وقد عرف برآءتي وحبسني سنين ، فلمّا سمع الملك أرسل إلى النّسوة فقال ما خطبكنّ : ( قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء ) (3) .
فأرسل إليه وأخرجه من السّجن ، فلمّا كلمّا أعجبه كماله وعقله ، فقال له : أقصص رؤياي فانّي أريد أن أسمعها منك ، فذكّره يوسف كما رأى وفسّرها . قال الملك : صدقت
____________
(1) سورة يوسف : ( 46 ) .
(2) سورة يوسف : ( 54 ) .
(3) سورة يوسف : ( 51 ) .
--------------------------------------------------------------------------------
( 133 )
فمن لي بجمع ذلك وحفظه ؟ فقال يوسف : إن الله تعالى أوحى إليّ أنّي مدبّره والقيّم به في تلك السّنين ، فقال له الملك : صدقت دونك خاتمي وسريري وتاجي .
فأقبل يوسف على جمع الطّعام في السّنين السّبع الخصيبة يكسبه في الخزائن في سنبله ، ثمّ أقبلت السّنون الجدبة ، أقبل يوسف عليه السلام على بيع الطّعام ، فباعهم في السّنة الأولى بالدّراهم والدّينار ، حتّى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم إلاّ صار في مملكة يوسف ، وباعهم في السّنة الثّانية بالحلي والجواهر حتّى لم يبق بمصر حليّ ولا جوهر إلاّ صار في مملكته ، وباعهم في السّنة الثاّلثة بالدّواب والمواشي حتّى لم يبق بمصر وما حولها دابّة ولا ماشية إلاّ صارت في مملكة يوسف ، وباعهم في السّنة الرّابعة بالعبيد والإماء حتّآ لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا أمة إلاّ وصار في مملكة يوسف ، وباعهم في السّنة الخامسة بالدّور والعقار حتّى لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار إلا صار في مملكة يوسف ، وباعهم في السّنة السّادسة بالمزارع والأنهار حتّى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة إلاّ صار في مملكة يوسف عليه السّلام ، وباعهم في السّنة السّابعة برقابهم حتّى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حرّ إلا صار في مملكة يوسف عليه السلام وصاروا عبيداً له .
فقال يوسف للملك : ما ترى فيها خوّلني ربّي ؟ قال : الرّأي رأيك ، قال : إنّي أشهد الله وأشهدك أيّها الملك إنّي أعتقت أهل مصر كلّهم ، ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم ، ورددت عليك خاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير إلاّ بسيرتي ، ولا تحكم إلاّ بحكمي ، فالله أنجاهم على يديّ ، فقال الملك : إنّ ذلك لديني (1) وفخري ، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّك رسوله ، وكان من إخوة يوسف وأبيه عليهم السلام ما ذكرته (2) .
فصل ـ 4 ـ
136 ـ وأخبرنا الشّيه أبو الحسين أحمد بن محمد بن عليّ بن محمّد الرّشكي (3) ، عن
____________
(1) في هامش البحار عن نسخة : لزيني ، وهو أنسب .
(2) بحار الأنوار ( 12 | 291 ـ 293 ) ، برقم : ( 76 ) .
(3) في ق 1 وق 2 وق 5 : الرشكي وهو الموافق لما في الرياض ( 2 | 436 ) وفي ق 4 : اليشكري ، وعن بعض : الزّشكي ، وزشك قرية من قرى مشهد الرّضا عليه السلام .
--------------------------------------------------------------------------------
( 134 )
جعفر بن محمد ، عن جعفر بن أحمد ، عن ابن بابويه ، عن محمد بن علي ما جيلويه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عن أحمد بن الحسن الميثمي (1) ، عن الحسن الواسطي ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : قدام أعرابي على يوسف ليشتري طعامه قباعه ، فلما فرغ قال له يوسف : أين منزلك ؟ قال : موضع كذا وكذا قال : إذا مررت بوادي كذا وكذا ، فقف فناد : يا يعقوب هو يقرؤك السّلام ويقول لك : إنّ وديعتك عند الله لن تضيع .
قال : فمضى الاعرابي حتى انتهى إلى الموضع ، فقال لغلمانه : احفظوا على الإبل ، ثم نادى يا يعقوب ، فخرج إليه رجل طويل جميل ، فقال له الاعرابي : أنت يعقوب ؟ قال : نعم ، فاُبلغه ما قال له يوسف صلوات الله عليه ، قال : فسقط مغشيّاً عليه ، ثم أفاق فقال يا أعرابي : ألك حاجة إلى الله جلّ وعلا ؟ قالك ك نعم إنّي رجل كثير المال ولي بنت عم ليس يولد لي منها ، فأحبّ أن تدعو الله أن يرزقني ولدا ، قال : فتوضّأ يعقوب عليه السّلام وصلى ركعتين ، ثمّ دعى الله تعالى ، فرزق له أربعة أبطن في كلّ بطن اثنان (2) .
137 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن حنّان بن سدير ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي جعفر صلوات الله عليه : أخبرني عن يعقوب عليه السلام حين قال لولده : يا بنيّ اذهبوا فتجسّسوا من يوسف وأخيه ، أكان عالما بأنه حيّ ؟ قال : نعم قلت : فكيف ذلك ؟ قال : ان هبط (3) عليه ملك الموت .
قال يعقوب عليه السّلام ليوسف : حدّثني كيف صنع بك إخوتك ؟ قال : يا ابت دعني ، فقال أقسمت عليك إلاّ أخبرتني ، قال : أخذوني فأقعدوني على رأس الجبّ ، ثم
____________
(1) في ق 2 : ابن أورمة عن أحمد بن محمد بن المحسن الميثمي ، وفي البحار : عن أحمد بن محسن .
(2) بحار الأنوار ( 12 | 285 ) عن كمال الدين . وراجع كمال الدين ص ( 141 ) ، برقم : ( 9 ) .
(3) في ق 1 : انه يهبط . وفي ق 3 بعد قوله : فكيف ذلك ؟ قال : كان يهبط عليه ملك الموت فسأله هل مرّ بك روح يوسف ؟ قال : لا ، نعلم حياته ، قال : اذهبوا فتحسّسوا من يوسف ، فانّه ألقي في روعي على أن يوسف احتال على أخيه . وبإسناده المذكور بأنه طلب يعقوب من يوسف إخباره بصنع إخوته ، فاستعفى فأقسم عليه ، فقال : أقعدوني على رأس الجبّ وطلبوا نزع قميصي ، فسألتهم بوجهك لا يبدوا عورتي ، فرفع فلان السكين عليّ فقال : انزع ، فصاح يعقوب ووقع مغشياً عليه ، فأفاق فطلب التّكملة فسأله بآبائه أن يكف ، فتركه .
--------------------------------------------------------------------------------
( 135 )
قالوا لي : انزع قميصك ، قلت لهم : إنّي أسألكم بوجه يعقوب ألاّ تنزعوا قيمصي ، وتبدوا عورتي ، فرفع فلان عليّ السّكين وقال : انزع ، فصاح يعقوب عليه السلام وسقط مغشيّاً عليه ثمّ أفاق فقال : يا بنيّ كيف صنعوا بك ؟ قال : إنّي أسألك بآل إبراهيم وإسحاق وإسماعيل إلاّ أعفيتني عنه ، فتركه (1) .
فصل ـ 5 ـ
138 ـ وعن ابن بايويه ، حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علا ، عن محمد بن مسلم ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : أخبرني عن يعقوب عليه السلام كم عاش مع يوسف بمصر بعدما جمع الله ليعقوب شمله ، وأراه تأويل رؤيا يوسف الصّادقة ؟ قال : عاش حولين ، قلت : فمن كان الحجّة في الارض ، يعقوب أم يوسف ؟ قال : كان يعقوب الحجّة ، وكان الملك ليوسف ، فلمّا مات يعقوب صلوات الله عليه حمله يوسف في تابوت إلى ارض الشّام ، فدفنه في بيت المقدس ، وكان يوسف بعد يعقوب الحجة ، قلت : فكان يوسف رسولاً نبيّاً ؟ قال : نعم أما تسمع قول الله تعالى : « ولقد جائكم يوسف من قبل بالبيّنات » (2) .
139 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال : احتبس المطر عن بني إسرائيل ، فأوحى الله تعالى إلى موسى أن أخرج عظام يوسف من مصر ووعده نزول المطر إذا أخرج عظامه ، فسأل موسى عليه السلام عمّن يعلم موضعه ، فقيل : ها هنا عجوز تعلم علمه ، فبعث موسى إليها ، فأتي بعجوز مقعدة عمياء ، فقال لها : أتعرفين موضع قبر يوسف عليه السلام قالت : نعم ، قال : فأخبريني ، فقالت : لا ، حتّى تعطيني أربع خصال : تطلق لي رجلي ، وتعيد إليّ شبابي ، وتعيد إليّ بصري ، وتجعلني معك في الجنّة ،
____________
(1) بحار الأنوار ( 12 | 277 ) ، برقم : ( 50 ) عن العلل مع اختلاف يسير في السّند والمتن . ( 12 | 244 ) عن تفسير القمي و( 12 | 319 ) عن العياشي ، وراجع تفسير القمي ( 1 | 357 ) .
(2) بحار الأنوار ( 12 | 295 ) ، برقم : ( 77 ) ، سورة غافر : 34 .
--------------------------------------------------------------------------------
( 136 )
فكبر ذلك على موسى ، فأوحى الله تعالى إليه : أعطها ما سألت ، فأنّك إنّما تعطي عليّ ، ففعل فدلته عليه ، فاستخرجه من شاطيء النّيل من تابوت في صندوق ، فلمّا أخرجه ذلك المطر ، فحمله إلى الشّام ، فلذلك تحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشّام .
140 ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه ، قال : لمّا صار يوسف عليه السلام إلى ما صار إليه تعرضت له امرأة العزيز ، فقال لها : من أنت ؟ قالت : أنا تيكم ، فقال لها : انصرفي فانّي ساغنيك ، قال : فبعث إليها بمائة ألف درهم (1) .
141 ـ وبهذا الأسناد عن بعض أصحابنا ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال : إنّ يوسف لما تزوّج امرأة العزيز وجدها عذراء ، فقال لها : ما حملك على الّذي صنعت ؟ قالت : ثلاث خصال : الشّباب ، والمال ، وإنّي كنت لا زوج لي ، يعني : كان الملك عنّيناً (2) .
141 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن بعض اصحابنا يرفعه ، قال :إنّ ! امرأة العزيز احتاجت ، فقيل لها : لو تعرّضت ليوسف صلوات الله عليه ، فقعدت على الطّريق ، فلمّا مرّ بها قالت : الحمد لله الّذي جعل العبيد بطاعتهم لربّهم ملوكاً ، والحمد لله الّذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً ، قال : من أنت ؟ قالت : أنا زليخاً فتزوّجها (3) .
فصل ـ 6 ـ
143 ـ أخبرنا هبة الله بن دعويدار ، عن أبي عبدالله الدّوريستي ، عن جعفر بن أحمد المريسي ، عن ابن بابويه ، عن جعفر بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه عبدالله بن المغيرة ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليها ، قال : استأذنت زليخا على يوسف ، فقيل لها : إنّا نخاف بقدم (4) أن تقدمي عليه لما كان منك ، قالت : أنا لا أخاف من يخاف الله ، فلمّا
____________
(1) بحار الأنوار ( 12 | 296 ) ، برقم : ( 78 ) .
(2) بحار الأنوار ( 12 | 296 ) ، برقم : ( 79 ) .
(3) بحار الأنوار ( 12 | 296 ) ، برقم : ( 80 ) .
(4) أي : بجرأة وشجاعة ، وفي البحار ( 12 | 182 ) عن القصص والعلل : أنّا نكره أن تقدم .
--------------------------------------------------------------------------------
( 137 )
دخلت عليه قال لها : يا زليخا ما لي أراك قد تغيّر لونك ، قالت : الحمد لله الّذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً ، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكاً .
قال لها : ما الّذي دعاك إلى ما كان منك ؟ قالت : حسن وجهك يا يوسف ، قال : فكيف لو رأيت نبيّاً يقال له : محمد صلى الله عليه وآله يكون في آخر الزّمان يكون أحسن منّي وجهاً ، وأحسن منّي خلقاً ، وأسمح منّي كفّا ، قالت : صدقت ، قال : فكيف علمت أني صدقت ؟ قالت : لأنك حين ذكرته وقع حبّه في قلبي ، فأوحى الله تعالى إلى يوسف أنّها صدقت إنّي قد أحببتها لحبّها محمد صلى الله عليه وآله ، فأمره الله تعالى أن (1) يتزوّجها (2) .
144 ـ وباسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه الصلاة والسلام ، قال : لما دخل يوسف صلوات الله عليه على الملك يعني نمرود ، قال : كيف أنت يا إبراهيم ؟ قال : إنّي لست بإبراهيم أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، قال : وهو صاحب إبراهيم الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه قال : وكان أربعمائة سنة شاباً (3) .
145 ـ وباسناده عن ابن أورمة ، عن يزيد بن إسحاق ، عن يحيى الأزرق ، عن رجل ، عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال : كان رجل من بقيّة قوم عاد قد أدرك فرعون يوسف ، وكان أهل ذلك الزّمان قد ولعوا بالعادي يرمونه بالحجارة ، وأنّه أتى فرعون يوسف ، فقال : أجرني عن النّاس وأحدّثك بأعاجيب رأيتها ولا أحدّثك إلا بالحق ، فأجاره فرعون ومنعه وجالسه وحدّثه ، فوقع منه كلّ موقع ، ورآى منه أمراً جميلاً .
قال : وكان فرعون لم يتعلق على يوسف بكذبة ولا على العادي ، فقال فرعون ليوسف : هل تعلم أحداً خيراً منك ؟ قال : نعم أبي يعقوب ، قال : فلمّا قدم يعقوب عليه السّلام على فرعون حيّاه بتحية الملوك ، فأكرمه وقربه وزاده إكراماً ليوسف ، فقال فرعون ليعقوب عليه السلام : يا شيخ كم اتى عليك ؟ قال : مائة وعشرون سنة ، قال العادي : كذب فسكت
____________
(1) في أغلب النّسخ المخطوطة : ان يزوّجها .
(2) بحار الأنوار ( 12 | 281 ـ 282 ) ، برقم : ( 60 ) ، وإثبات الهداة ( 1 | 197 ) في الباب ( 7 ) الفصل ( 17 ) الخبر المرقم ( 109 ) .
(3) بحار الأنوار ( 12 | 42 ) ، برقم : ( 32 ) و( 12 | 296 ) ، برقم : ( 81 ) .
--------------------------------------------------------------------------------
( 138 )
يعقوب ، وشقّ ذلك على فرعون حين كذّبه ، فقال فرعون ليعقوب عليه السلام : كم أتى عليك ؟ قال : مائة وعشرون سنة ، قال العادي : كذب ، فقال يعقوب صلوات الله وسلامه عليه : اللّهم إن كان كذب فاطرح لحيته على صدره ، قال : فسقطت لحيته على صدره فبقي واجباً (1) .
فهال ذلك فرعون وقال ليعقوب : عمدت إلى رجل أجرته فدعوت عليه ، أحبّ أن تدعو إلهك بردّه ، فدعا له فردّه الله إليه ، فقال العادي : إنّي رأيت هذا مع إبراهيم خليل الرّحمن في زمن كذا وكذا . قال يعقوب : ليس أنا الذي رأيته إنّما رأيت إسحاق ، فقال له : فمن أنت ؟ قال : أنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليهم ، فقال العادي : صدق ، ذلك الّذي رأيته ، فقال : صدق وصدقت (2) .
146 ـ عن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا محمد بن يحيى العطّار ، عن محمد بن أحمد ، حدثنا موسى بن جعفر البغدادي ، عن ابن معبد (3) ، عن عبدالله الدّهقان ، عن درست ، عن أبي خالد (4) ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : دخل يوسف صلوات الله عليه السّجن وهو ابن اثني عشرة سنة ، ومكث بعدها ثمانية عشر ، وبقي بعد خروجه ثمانين سنة ، فذلك مائة وعشر سنين (5) .
____________
(1) في النّسخ الخمسة المخطوطة : وحيا ، واحا ، واحبا ، وهذه الكلمة غير موجودة في البحار .
(2) بحار الأنوار ( 12 | 297 ـ 298 ) ، برقم : ( 84 ) .
(3) في ق 3 و4 : عليّ بن معبد .
(4) في ق 4 : ابن خالد ، وهو غلط . والصّحيح : عن أبي خالد القماط يزيد .
(5) بحار الأنوار ( 12 | 297 ) .