أفاد بلاغ لوزارة الداخلية بأن الحصيلة المؤقتة لحادث انهيار صومعة مسجد "باب البردعاين" بالمدينة العتيقة بمكناس، بلغت 11 قتيلا و50 جريحا.
وأضاف المصدر ذاته لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه تم نقل المصابين بجروح خفيفة إلى مستشفيات مكناس، فيما نقلت الحالات الخطيرة إلى المراكز الاستشفائية بفاس.
وقال شهود ومسؤولو مستشفيات إن صومعة المسجد ترجع إلى أربعة قرون .
وقال خالد رحموني احد سكان بلدة مكناس حيث وقع الحادث ان ما يصل الى 80 شخصا حوصروا تحت الركام وان أفراد الوقاية المدينة يعملون للوصول اليهم.
واضاف لرويترز في اتصال هاتفي "تجمع حوالي 300 مصل داخل المسجد لأداء صلاة الجمعة. وحين كان الإمام يوشك على بدء خطبته انهارت المئذنة."
وتنهار مبان قديمة مهملة في الأحياء القديمة من مدن المغرب بين الحين والأخر لكن انهيار مئذنة أمر نادر.
صومعة مسجد جامع باب البرادعيين تأتي على عشرات المصليين يوم الجمعة
سقط عشرات المصليين شهداء اليوم الجمعة ، منهم (حسن م، مصطفى ج, عبد العالي ب, خلافة ب, أحمد ع، حميد ل،..) ناهيك عن عدد الجرحى الذين أصيبوا جراء سقوط صومعة المسجد على المصلين بعد أذان الصلاة، وهو المسجد الذي يحج إليه في المعتاد أكثر من ثلاثمائة مصل كل يوم الجمعة لأنه المسجد الأقرب إلى ساكنة المدينة العتيقة في جانبها الشمالي، أي القريب من حي تيزيمي، وجناح الأمان، وسبع لويات، ودرب برغوث..)، لكن بعد أن أغلق الجامع الأعظم لأزيد من سنة ونصف إلى حدود الآن اكتظ بالمصلين، إذ لم يعد لهم أي مسجد قريب منهم سوى مسجد بريمة أو مسجد الزيتونة.
والواضح أن مسجد جامع البرادعيين أو مسجد خناثة بنت بكار، قد تم ترميمه من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتم تدشينه من طرف الملك محمد السادس في زيارة رسمية له حيث أدى فيه صلاة الجمعة في أبريل 2008.
ومسجد جامع البرادعيين ينسب لباب البرادعين الواقعة شمال المدينة العتيقة؛ أسس هذا المسجد عام 1121 هـ/ 1709 م، تحت إشراف الوزير علي بن يشو, أحد وزراء مولاي إسماعيل، ولهذا التاريخ تشير الأحرف (شاقك = 1121هـ/1709م) الواردة في الأبيات المرسومة على لوح الخشب بباب مقصورة المنبر.
وهذا يدل على أن مولاي إسماعيل هو مؤسس هذا المسجد الجامع, فإن ثبت أن صومعة المسجد تشبه صومعة مسجد جامع الزيتونة, وأن ذلك المسجد هو من تأسيس مولاي إسماعيل، فمن المحتمل أن تكون الصومعة وحدها من تأسيسه, وأن صومعة مسجد جامع الزيتونة بشكلها المربع قد نسجت على منوالها. كما أن سيدي محمد ابن عبد الله جدد مسجد باب البرادعيين. وفي الوقت الحاضر أدخلت عليه إصلاحات وتغييرات عديدة أعادت له إشعاعه. وبه تقام آخر خطبة يوم الجمعة لقربه من البساتين خارج باب البرادعيين, حتى يتيسر للفلاحين أداء الصلاة في وقت متأخر عن المساجد الأخرى, وهو الملاصق لباب البرادعيين الداخلية.
تعتبر صومعة هذا المسجد أعلى صومعة بمدينة مكناس. وهو من النمط المعماري المريني, الذي كان سائدا بمراكش؛ مساحته تبلغ 620م2، وهو يتكون من صفين وستة مباحات وصحن, وله منار يشبه منار جامع الزيتونة في علوه وضخامة شكله, الأمر الذي يدل على أن مشيدها واحد، وبه مستودع لآلات التوقيت وجلوس القيم في طريق الصاعد إلى المنار؛ وقد أضيف هذا البيت بعد إتمام بناء المسجد فأقيم, فوق قوس من أقواس باب البرادعيين الداخلي, الذي نسب إليه المسجد، وبه مقصورة لجلوس الخطيب. وعرف المسجد الترميم والإصلاح على يد السلطان مولاي يوسف.
سقطت صومعة المسجد بعد الآذان مباشرة وأثناء الخطبة، على المصلين في الجناح الشمالي منه، نصفها سقط على سقف المسجد الذي سقط بسبب قوة الردم على المصلين والبعض الآخر سقط على الصحن، في حين نحا القسم الجنوبي من المسجد حيث مسجد النساء وجناح من مسجد الرجال، وبعض المصلين هلك اختناقا لكبر السن وللغبار المتطاير.
وقد هرعت مكونات السلطة المحلية إلى المكان مباشرة بعد وقوع الحدث، حيث قامت الوقاية المدنية بالإسراع إلى المكان بعد أو وجدت المصليين الناجون قاموا بالبدء بعملية إزاحة التراب عمن هم تحته.
ولم تساعد أجواء الطقس الممطرة في تيسير عملية الإنقاذ، رغم أنها ساعدت في تهدئة الغبار المتطاير في نواحي المسجد، تحدث إلينا أحد المصلين الناجين والمسهمين في انقاذ الباقي أنهم كانوا يزيلون التراب عن الناس منهم من قضى نحبه ومنهم من جرح جراحا بليغة، معتمدين على مكبر الصوت للإعلان عن أسماء الأحياء منهم اطمئنانا لأسرهم ودويهم.
في حين طوقت القوات المساعدة جل المداخل المؤدية إلى المسجد من جهة باب البرادعيين، وجناح الأمان،.. مانعة الناس من التوجه إلى نواحي المسجد، والعملية ما زالت جارية إلى حد كتابة هذه السطور بعد مرور أكثر من خمسة ساعات على وقوع الحدث الرهيب