نذكر لمَّا تكلمنا عن يوسف عليه السلام أنه بعد أن نجاه الرب عز وجل واصطلح مع إخوانه جاء بهم الأحد عشر أخ مع أبيه يعقوب عليه السلام جاء بهم من فلسطين من بادية فلسطين إلى مصر وعاش معهم في مصر وظل سنوات طويلة ودهورا عديدة يعيش أبناء يعقوب في هذه البلاد ويعقوب عليه السلام يُسمى إسرائيل وأبنائه يُسَمَّوْنَ بنو إسرائيل عاشوا في مصرا ولم يكونوا من أهلها ظلوا دهورا طويلة وكانوا عزيزين في مصر بسبب أن يوسف عليه السلام حكم في مصر فصار إخوانه عزيزون في مصر وكان أهل مصر الأصليون القِبْطْ وما جاء بعدهم مِمَّنْ سُموا بالفراعنة صارت بينهم حروب وبين بني إسرائيل فإنهم قد حسدوا بني إسرائيل وهم الإثنا عشر إبنا ليعقوب عليه السلام وما جاء من ذرياتهم حسدهم القبط وإذا بهم تصير بينهم وبين بني إسرائيل حروب ومعارك وظلت هذه المعارك حتى غلب الفراعنة على بني إسرائيل ماذا فعلوا بهم فإذا بهم يقتِّلونهم ويسفكون دمائهم وكل حاكم في مصر في ذلك الزمان كان يُسمى فرعون كما أن كل حاكم في الحبشة يُسمى النجاشي وكل حاكم في الفرس يُسمى كِسرا وكل حاكم للروم يُسمى قيصر هذا لقب على كل أو لكل حاكم وفعلا هذا الذي حصل
الفراعنة في مصر تستعبد بني إسرائيل أبناء من أبناء يعقوب عليه السلام الذين جعل الله عز وجل فيهم النبوة الفراعنة تستعبدهم حتى جاء فرعون شديد الظلم شديد القهر شديد البطش سماه الله عز وجل بالقرءان { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ } كان فرعون يستضعف بني إسرائيل فجعل منهم عبيدا وجعل منهم خدما وجعل منهم مستضعفين في الأرض يُذ لُّهم فرعون هذا في ليلة من الليالي في ظل إستعباد بني إسرائيل رأى في منامه رؤية أفزعته هذه الرؤية إستيقظ من نومه فزعا ماذا رأى فرعون في منامه رأى في منامه أن نارا تخرج من بيت المقدس نار عظيمة تخرج من بيت المقدس تأتي إلى أين تأتي هذه النار إلى مصر تخيلوا هذه الرؤية مخيفة الرؤية مفزعة وكان يراها كما يرى فلق الصبح نارا تخرج من بيت المقدس وتأتي هذه النار وتزحف حتى تصل إلى مصر إذا وصلت إلى مصر أحرقت كل بيوت الفراعنة والقبط وتركت الإسرائليين بنو إسرائيل على حالهم النار أهلكت من قوم فرعون أهل فرعون القبط لكنها لم تمس الإسرائليين بسوء فقام من نومه فزعا ثم ذهب إلى الكهان إلى العرافين وجمعهم في مجلسه وقص عليهم الرؤية
التي أفزعت من رؤيا تُفزع هذا الرجل الظالم الذي يبطش بالناس بل الذي كان يقول للناس أنا ربكم الأعلى رجل يقول للناس أنا ربكم الأعلى وتفزعه رؤية سبحان الله مالذي يُفزع هذا الرجل الضعيف الذي زعم أنه ربهم الذي كان يقول لأهل مصر هذه الأنهار تجري من تحتي وكان يقول لهم أليس لي ملك مصر وكان يدعي الرُبُوبية ما إدعاها أحد قبله فرعون أفزعته الرؤية فجمع الكُهان والعرافين والسحرة ومُفسري الرُأى جمعهم في مكان واحد وقص عليهم الرؤيا فأجمعوا على أن هناك صبي سيولد من بني إسرائيل سيولد غلام وهذا الغلام ما معنى بني إسرائيل وليس بني إسرائيل لأنه رأى النار من بيت المقدس فعلم الكُهان أنه خارج من بيت المقدس أين من بني إسرائيل من فلسطين وهذا الغلام الذي خرج من فلسطين وخرج من بني إسرائيل وخرج من صلب يعقوب عليه السلامهذا الغلام سيكون هلاكك يا فرعون على يديه سيكون هلاكك يا فرعون على يدي هذا الغلام ماذا أفعل غُلام سيهلكني ليس هذا فقط بل هذا الغلام سوف يتنعم بنعيمك يا فرعون وسوف يتربى بِعِزِّكَ يا فرعون ثم يكون هلاكك على يديه ماذا أفعل ماذا أصنع جمع المستشارين جمع الوزراء جمع الحاشية يسألهم ماذا أفعل ماذا أصنع فإذا به يصل إلى قرار ماهو القرار قال أُقَتِّلُ كل أطفال بني إسرائيل كل الغلمان الذكور سوف أقتلهم سوف أذبحهم
وفعلا أرسل جنوده في الأرض كلما رأوا غلاما من بني إسرائيل ذبحوه { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } ترك النساء وذبح الأولاد فجاءه وزرائه قالوا له يا فرعون إن ذبحت كل الأولاد من يخدمنا من نستعبد من نستخدم سوف يفنى بنو إسرائيل فتوصل لِقرار يذبحهم سنة ويتركهم سنة فكان في السنة التي يترك فيها الأطفال وُلِد غلام إسمه هارون سيكون نبيا وفي السنة التي يقتل فيها الأطفال حملت أم موسى بموسى عليه السلام وسوف تلده في تلك السنة التي يذبح فرعون فيها الغلمان من بني إسرائيل أم موسى لما ولدت موسى عليه السلام وخافت أن يأتي إليه جنود فرعون فيقتلوه أوحى الله عز وجل إليها إلى أم موسى إن إصنعي صندوقا صغيرا من خشب وضعي فيه هذا الغلام الرضيع فإذا خفت عليه فادفعيه في " الْيَمْ "قيل هو نهر النيل إدفعيه في هذا الماء وتوكل على الله عز وجل وإذا بأم موسى تضع الغلام { فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي}هذا الغلام في هذا الصندوق في الماء الذي يجري سيرجع إليك يوم من الأيام بل سيكون رسولا من الرسل { إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } يجري الغلام في هذا الماء بأمر الله عز وجل فإذا به يصل إلى أي مكان الماء يجري والطفل في هذا الصندوق الخشبي الصغير إلى أين سيذهب بأمر الله عز وجل وصل إلى قصر فرعون بنفسه
وجده من الجواري أخذنا هذا الصندوق وفتحناه ووجدنا فيه غُلاما صغيرا رضيعا أخذناه إلى قصر فرعون عَلِمَ فرعون أنه من بني إسرائيل قال أقتلوه فتدخلت من زوجة فرعون وكانت طيبة القلب وإذا بها تقول له { لاَ تَقْتُلُوهُ } قال لها فرعون ولِمَا لا نقتله قالت قرة عين لي ولك قال لا بل لك أنت فقط { وَقَالَتْ إمْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } لا يعلم فرعون وجنوده من الذي أُرْسِلَ إليهم إنه الذي يبحث عنه فرعون إنه الذي من أجله قتل أطفال القوم إنه الذي من أجله سفك الدماء أرسله الرب عز وجل ليعيش في قصرك يا فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين لم يشعروا بمن أرسل الله عز وجل إليهم عاش موسى عليه السلام في قصر فرعون بأمر الله عز وجل
أصاب أم موسى عليه السلام الهم والغم كيف ألقت برضيعها في اليم كيف تركته هكذا كادت أن تخرج بين الناس وتكشف الأمر كله وتخبر الناس بأن رضيعها ذلك الصبي رمته في اليم تبحث عنه كادت أن تكشف الأمر كله لولا أن الله عز وجل ثبت أم موسى { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاَ أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا } من ثبتها إنه الله عز وجل قالت لأخت موسى إبنتها الكبيرة قالت لها يافلانة إذهبي فابحثي عن موسى لعلك تجديه في مكان ما ما تدري أم موسى أن الله عز وجل أرسله باليَمِّ إلى قصر فرعون نفسه لم تكن تعلم أم موسى فخرجت أخت موسى تبحث عن أخيها يمنة ويسرة تبحث عنه لعلها تجده في مكان ما تسأل وتبحث وتقص أثره فإذا بها تجده أين تجده في قصر فرعون نفسه مالذي حدث تجمع الناس حول موسى عليه السلام ذلك الرضيع كل إمرأة تريد أن تُرضعه لكنه لا يقبل الرضاعة من أي إمرأة فإذا بقصر فرعون يُنادي مناديهم في الاسواق أن من أرادت أن ترضع طفلا في قصر فرعون فلتتقدم فإن لها مالا كثيرا وفيرا وتقدم المُرْضِعَات إلى قصر فرعون كل منهن تريد أن تُرضِع ذلك الرضيع موسى عليه السلام الذي حفظه الرب عز وجل
{ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِيعَ } كلما تقدمت إليه إمرأة لِترضعه فإذا بموسى عليه السلام يلتفت لا يقبل من ثدي هذه ولا يقبل من ثدي هذه ولا يقبل من هذا الثدي حتى حرم الله عز وجل عليه كل المراضيع لم يقبل أن يرضع من أي إمرأة كاد أن يموت هذا الغلام كاد أن يهلك هذا الصبي ماذا ستفعل الأن زوجة فرعون وبين يديها صبي سيهلك سيموت جوعا لم يقبل أن يرضع من أحد هنا دخلت من أخت موسى عليه السلام فقالت لكل من في القصر هل أدلكم على أهل بيت يرضعون هذا الطفل وهم له آمنون ناصحون مخلصون { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } قال قوم فرعون وقالت زوجته إإتنا بمن يُرضع هذا الغلام مهما كان فإننا سنُعطيه المال الوفير فإذا بأخت موسى تذهب مُسرعة إلى أم موسى قالت يا أماه أسرعي فإن أخي وجدته في قصر فرعون ولم يقبل أن يرضع من أي إمرأة كانت فاذهبي إلى القصر ربما يرضع منك يا أماه دخلت أم موسى على القصر وقد تجمعت الراضعات يُرِدْنَ إرضاعه ولم يقبل موسى الرضيع فلما دخلت أم موسى ورأت إبنها كادت أن تكشف الأمر إبنها الذي ظنت أنه قد مات أنه قد غرق نظرت إليه أمه كادت أن تبدي الأمر لكن الله عز وجل ثبتها حُمِل الرضيع إلى هذه المرأة وما ظن أحد أنه سيرضع منها فلما إقترب الرضيع من ثديها إذا به يرضع رضاعا كاملا من إنها أمه إنها أم موسى عليه السلام
{ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} أرجع الله الرضيع لأمه وَعْداً عليه نفذه الرب عز وجل وأوفى الله عز وجل بوعده لأم موسى موسى عليه السلام يتربى في قصر فرعون منذ ولادته إلى أن صار شابا قوي الجسم والبُنية العجيب أن موسى نبي الله ذلك الذي مُلِئ قلبه بالإيمان يتربى في قصر ملئ بالكفر والجحود والنكران قصر مُظلم بالشرك يتربى منه وفيه موسى عليه السلام سبحان الذي يُخرج الحي من الميت لما كَبِرَ موسى عليه السلام واستوى واشتد عوده وصار قوي الجسم والبنية أعطاه الله عز وجل حُكما وعِلما { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا } فهو من بني إسرائيل صحيح أنه تربى في قصر فرعون لكن الكل يعلم أنه من بني إسرائيل أمه لم تنقطع عنه أبدا ظلت معه تُرضعه وتُربِيهِ وتحضنه طِوال فترة صغره موسى عليه السلام الذي تربى في قصر فرعون الكل يعلم أنه من بني إسرائيل لكن له قدر ومكانة عند قوم فرعون لما كَبِرَ موسى عليه السلام وأعطاه الله عز وجل الحُكم والعلم فهو على دين أبيه يعقوب عليه السلام لما كبر خرج يوما من الأيام في وقت الظهيرة والناس قاعدون في بيوتهم خرج ودخل إلى المدينة دخل موسى عليه السلام فوجد رجلا يتقاتل مع رجل أخر الذي يضرب من قوم فرعون قبطي من قوم فرعون يضرب رجلا من بني إسرائيل وكان ضعيفا فأخذ هذا الرجل الضعيف يستغيث أيها الناس أنقذوني أيها الناس أنجدوني ولا أحد في المدينة فإذا بموسى عليه السلام يسرع إلى هذا الصوت وموسى عنده أنصر أخاك ظالما أو مظلوما إذا رأى مظلوما فإنه ينصره فإذا به يذهب إليه يراه يُضرب ويُعذب وذاك الرجل القبطي يريد قتله { وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ } شيعته يعني من بني إسرائيل من قوم موسى عليه السلام
وكان يستغيث بموسى عليه السلام { هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ } ناداه يا موسى أدركني وكان موسى قوي الجسم والبنية كان عليه الصلاة والسلام رجلا قويا شابا جلدا عليه الصلاة والسلام فأسرع موسى إلى هذا الإسرائيلي يريد أن يُنقذه فإذا بموسى عليه السلام أقبل إليه مافعل شيئا ضربه بقبضة يده ضربة واحدة فقط ضربة واحدة فإذا بالرجل يسقط على الأرض نظر إليه موسى يُوقظه موسى الإسرائيلي مُتعجب خائف مالذي حدث يحركه موسى فإذا القبطي مات من ضربة واحدة { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ } فلما رأه موسى عليه السلام ميتا قتيلا بخطأ إرتكبه موسى عليه السلام لم يقصد هذا الخطأ لم يقصد قتله لكنه ضربه لِيُبعده عن الرجل الضعيف المسكين فمات من ضربة واحدة قال
{ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ } وتُرِك هذا الرجل صريعا على الأرض أما الإسرائيلي فهرب وأما موسى عليه السلام فجلس لِوحده يستغفر الرب عز وجل { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم } وإذا بالناس يتناقلون الخبر رجل مقتول في هذا المكان جاء الجيش جاء الجند جاءت العساكر رجال الأمن وصلوا ما الخبر مالذي حدث جريمة قتل تجمع الناس جاء الحرس فإذا بهم يرون المُصيبة الكبرى من المقتول رجل من قوم فرعون رجل من القبط من الناس الذين هم في الطبقة العليا لأول مرة يُقتل رجل من قوم فرعون يقتل من بني إسرائيل عادي كل يوم يُذبحون أصلا لا أطفال لا نساء لا شيوخ لا صغار يُقتلون قتلا لكن رجل من قوم فرعون صعب جريمة فإذا بفرعون يصدر الأوامر إبحثوا عن القاتل يبحثون في كل مكان عن قاتل هذ الرجل رجل يتجرأ فيقتل قبطيا من قوم فرعون من هذا ياويله وانتشر الخبر بين الناس وموسى عليه السلام كان خائفا ماذا يصنع لم يكن يقصد أن يقتل هذا الرجل إن أخبرهم ذبحوه وقتلوه { فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ } موسى عليه السلام لما أصبح الصباح خرج خائفا يترقب ينظر يمنة ويسرة رُبما يُقبض عليه الآن ربما علم به أحد من كان يعلم به فقط هذا الرجل الإسرائيلي من بني إسرائيل الذي دافع عنه موسى عليه السلام هذا الوحيد الذي يعلم وموسى عليه السلام يتجول في المدينة خائف ربما كُشف أمره
{ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } نفس الرجل من بني إسرائيل كانت له مشكلة ثانية عمل مُشكلة أخرى يتصارع مع رجل آخر أيضا من قوم فرعون من القبط من قبيلة فرعون وإذا بموسى عليه السلام ينظر إليه يستصرخ موسى ينادي موسى لأن موسى بالأمس أنجده فاليوم سيُنجدني ينادي يا موسى أدركني ياموسى أدركني فلما وصل إليه موسى والناس الآن ينظرون لم يكن الوقت خاليا من الناس الناس موجودة وقت الصباح ذهب إليه موسى فقال له وهو يُضرب من قبل القبطي قال موسى عليه السلام { إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ } أنت رجل ظالم كل يوم تصنع لك مُشكلة أنت رجل فيك شيء إنك لَغَوي مُبِين نصحه موسى عليه السلام على فعله وعلى صنعه ثم تقدم موسى قوي الجسد قوي البنية والناس ينظرون أراد موسى أن ينقذه في المرة الثانية لأنه كان مظلوما لكن الرجل من بني إسرائيل ظن أمرا آخر ظن أن موسى سيأتي إليه فيضربه هو ما علم أن موسى لا يمكن أن يظلم إنسانا كان لا يمكن أن يقتص للظالم من المظلوم بل يقتص للمظلوم من الظالم فإذا بموسى عليه السلام يتقدم إليهما
وإذا بالرجل من بني إسرائيل خاف أن يأتي إليه موسى فيضربه فإذا به يصرخ فيقول الرجل فيقول يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إلتفت موسى يمنة ويسرة ماذا سمع الناس الخبر موسى الذي قتل الرجل نعم موسى هو الذي قتل رجلا بالأمس والأن يريد أن يقتلني موسى ما كان يريد أن يقتله إنفضح الأمر هرب موسى عليه السلام أخذت الجند تبحث عنه فجاءه رجل فقال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك لِيقتلوك { إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}وفعلا { فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ } هرب موسى عليه السلام من مصرا متوجها إلى "مَدْيَنَ "هل قبض عليه جند فرعون مالذي حصل مالذي رأى في "مَدْيَنَ "وما قصة الفتاتين ومالذي رآه عندهما وماذا حصل وهو عائد إلى مصر هذا كله ما سوف نعلمه بإذن الله عز وجل في الحلقة المقبلة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته